نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 320
وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 97]؛ وذلك لأنهم أقسى قلوبا وأغلظ طبعا وأجفى قولا، ولصفاتهم هذه فهم جديرون وأخلق بهم أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله من الشرائع والأحكام والجهاد [1]؛ فهم من أسرع الناس في الفتن ولمسارعتهم فيها أسباب، منها:
* قلة فقههم في الدين.
* سرعة اغترار الواحد منهم بما يتعلمه من القرآن، فيظن أنه صار عالما بقليل من العلم.
* جفاؤهم للعلماء، وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم.
* تمكن العصبية القبلية من نفوسهم.
* تغرير أهل المطامع بهم، واستغلال سذاجتهم وجهلهم.
* حدة طباعهم ونفورهم من المدنية والخلطة، وإساءة الظن بالآخرين ممن لا يعرفونهم، وهذا من طباع الأعراب في كل زمان ومكان.
* تشددهم في الدين، وتنطعهم بلا علم، لذلك صار غالب الخوارج من هذا الصنف [2].
وخرج من هؤلاء الأعراب رجال عرفوا (بالقراء) وقد اختلف مفهوم (القراء) هذا عن منطوقه, فالمنطوق يقصد به جماعة ممن تخصصوا بقراءة القرآن، إلا أن المفهوم ومن خلال الواقع أنتج دلالات أخرى، فمنهم من كان على طريقة الخوارج، يفهمون القرآن بطريقتهم الخاصة، ومنهم من كان زاهدا لا يفقه حقيقة ما يقرأ ولم يستطع التأقلم مع واقع المجتمع [3]. وهؤلاء القراء الجهلة يسارعون للفتن وذلك لأسباب، منها:
* الشدة في نزعة التدين عندهم مع قلة الفقه في الدين، مما يورث غيرة على الدين بغير علم ولا بصيرة، فتجرفهم الأهواء والعواطف باسم الغيرة على الدين, دون نظر في العواقب ولا فقه لقواعد الشرع كدرء المفاسد، وجلب المصالح.
* الاغترار بما يحصله الواحد منهم من الآيات والأحاديث دون فقه ولا بصيرة، فيتوهم أنه صار من أهل العلم الذين يُحلِّون ويعقدون في مصالح المسلمين. [1] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص380، نقلا عن الشوكاني، فتح القدير (2/ 395 - 397). [2] دراسات في الأهواء والفرق والبدع، ص161. [3] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص381.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 320