نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 413
إليه لاسيما ما عرف عن عمار - رضي الله عنه - من الورع الذي يربأ به عن الانغماس في مثل تلك الأوحال, التي ما عهدنا مرتادا لها إلا سبئيا يهوديا حاقدا، ومعاذ الله أن يصل الحال بصحابي من صحابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى هذا المستوى، يقول خالد الغيث: وهذا الخبر يعارضه ما ثبت من عدالة الصحابة رضوان الله عليهم، هذا فضلا عن عدم وروده من طريق صحيح [1].
ومن الروايات الباطلة في هذا الباب ما نسب إلى سعيد بن المسيب، وفيها أن الصحابة بمجملهم نقموا على عثمان - رضي الله عنه - مع من نقم، وحنقوا عليه، وخاصة أبا ذر وابن مسعود وعمار بن ياسر [2] رضي الله عنهم. وآفة هذه الرواية أن فيها تدليسًا ليس من النوع الممكن إقراره والتجاوز عنه، فقد أسقط منها راوٍ متهم بالوضع والكذب وهو إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله، ولذلك جاء تضعيف علماء الحديث لهذه الرواية، وبيان زيفها عند ترجمتهم لمحمد بن عيسى بن سميع راوي الخبر عن ابن أبي ذئب، يقول الإمام البخاري عن ابن سميع: يقال إنه لم يسمع من ابن أبي ذئب هذا الحديث، يعني حديثه عن الزهري في مقتل عثمان. ويقول ابن حبان: إن ابن سميع لم يسمع حديثه من ابن أبي ذئب، وإنما سمعه من إسماعيل ابن يحيى، فدلس عنه. وقال الحاكم: أبو محمد -يعني ابن سميع- روى عن ابن أبي ذئب حديثا منكرا وهو حديث مقتل عثمان، ويقال: كان في كتابه عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذئب فأسقطه، وإسماعيل ذاهب الحديث [3]. ويقول الدكتور يوسف العش: والرواية المنسوبة إلى سعيد بن المسيب يجب استبعادها، فهي بعد التحري تظهر موضوعة، فقد نص الحاكم النيسابوري أن أحد رجال سندها قد أسقط من السند رجلا واهيا، وأنها منكرة، والواقع أنها لا تنبئ عن الاحترام الذي يكنه سعيد بن المسيب للصحابة في أقواله الأخرى الصحيحة [4]. [1] استشهاد عثمان ووقعة الجمل، ص86. [2] تاريخ دمشق (39/ 415)، عمار بن ياسر، ص144. [3] تحقيق مواقف الصحابة (2/ 16 - 18)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 203)، التهذيب (9/ 391)، تهذيب التهذيب (9/ 392). [4] الدولة الأموية (39).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 413