responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر = تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى نویسنده : الوزير الصنعاني    جلد : 1  صفحه : 116
(عليم رست للْعلم فِي بَحر صَدره ... جبال جبال الأَرْض فِي جنبها قف)
ذَلِك فاتح الارتاج وذروة التَّاج الْمولى أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله رب الْعَالمين إِسْمَاعِيل بن أَمِير الْمُؤمنِينَ فَعِنْدَ أَن اختصه الله بالخصائص الجليلة ودأبت الْمصلحَة فِي مُخَالفَة مثله قَليلَة وَكَانَ الله قد أَمر بالوفاق وَرغب فِيهِ وحث عَلَيْهِ وَقَالَ إِن أقِيمُوا الدّين وَلَا تتفرقوا فِيهِ كبر على الْمُشْركين مَا تدعوهم إِلَيْهِ سلمت مَا كنت تحملته من الأعباء الثَّقِيلَة تَسْلِيم رَاض لَا شُبْهَة فِيهِ وَلَا حِيلَة ووليه وَابْن الإِمَام الْمَذْكُور المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل إِلَى قَوْله فَليعلم من وقف على مكتوبي هَذَا مَا التزمته من أَحْكَام الطَّاعَة للْإِمَام وَأَن مَا تقدم مني من مقتضيات النّظر الَّذِي اعتقدت فِيهِ الْمُطَابقَة لمراد الْملك العلام فَإِن كنت فِي ذَلِك مُوَافقا لمراد الله فقد مضى بِمَا فِيهِ من الْأجر وَإِلَّا فَأَنا أسْتَغْفر الله وأسأله حسن الْعَاقِبَة وَإِلَيْهِ يرجع الْأَمر وَالْإِنْسَان مَحل الْخَطَأ وَالنِّسْيَان والكريم مَحل الْمُسَامحَة والغفران وَقد ألزمت نَفسِي طَريقَة الإقتصاد والتمسك بالوفاق وأوقفتها فِي حلبة السباق على قَصَبَة الْمُصَلِّين وجذبتها عَن شأو السباق إِلَى قَوْله فَعلمت بِمَا كنت جهلته قبل الدُّخُول فِيهِ وأيقنت الْخُرُوج مِنْهُ إِن الله وَله الْحَمد قد خفف عني الأصر وَاخْتَارَ لي مَا أخْتَار وَمن سبقت مِنْهُ أساة إِلَيّ وَظن أَنِّي بهَا قمين فَأَنا اسْتغْفر الله لَهُ وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ وَجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا عَن كل قوم ذميم وَقل مَا يسلم من الْحَسَد جَسَد
(إِلَّا لَا أُبَالِي من رماني بريبة ... إِذا كنت عِنْد الله غير مريب)
{رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين} وَصلى الله عَلَيْهِ وَسلم حررت هَذِه الرسَالَة فِي يَوْم الْجُمُعَة من شهر جُمَادَى الأولى من سنة سِتّ وَخمسين وَألف

حذف ن أردْت مُسلما ... وَلَا تطلب التَّعْلِيل فَالْأَمْر مُبْهَم)
وَكَانَ من أمارته على الْيَأْس فحرر بِهِجْرَة باقم من بِلَاد قِرَاض هَذِه الرسَالَة ولفظها بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله مُدبر الْأُمُور على مُقْتَضى إِرَادَته كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن الْمُتَصَرف فِي مصَالح خلقه على مر الدهور بلطيف حكمته من غير موازر وَلَا ثَان المملك الْملك من عبيده من ملكه فِي الْكتاب مسطور فِي سالف أزليته فَأَنِّي لغيره سُلْطَان وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على الْهدى والنور الْمَبْعُوث لإعلاء كَلمته فِي الْأنس والجان وعَلى اله المطهرين أحسن طهُور من الشَّيْطَان والمنزهين عَن مَعْصِيَته فهم لأهل الأَرْض أَمَان وَبعد فَليعلم من على البسيطة من أداني الأَرْض وأقاصيها من أتهم بغورها وأنجد بصياصيها أَن الدَّاعِي إِلَى الله بالمغفرة وراجيها إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن عز الدّين ثبته الله على قَوَاعِد الشَّرِيعَة ومبانيها يَقُول لما ظَهرت الدعْوَة المتوكلية ظُهُور الشَّمْس عقيب ليل الْفِتَن خار فِيهَا ذَوُو الْأَلْبَاب ودان لَهَا ذَوُو الْعُقُول وخضعت لَهَا خضوع الذَّلِيل غلب الرّقاب ورفعها الْمُسلمُونَ معزين لَهَا ومكرمين وذهبوا إِلَيْهَا ثبات وعزين ووكل بهَا قوم لَيْسُوا بهَا بكافرين حَتَّى صَارَت مَاضِيَة لشأنها قَاطِعَة بعنانها قائلة بلسانها دَعونِي أجوب الأَرْض فِي طلب الْعلَا وَعقد الْمُسلمُونَ أَفْوَاجًا وَمَا ذَاك إِلَّا أَن متحملها ينبوع الْعلم الفوار وغيث الْفَضَائِل المداراة وزبرقان الْفلك الدوار وطراز الْمَعَالِي والفخار

نام کتاب : تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر = تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى نویسنده : الوزير الصنعاني    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست