responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 191
الأندلسيين والمشارقة زينوا بلاطه وملأوه علماً وأدباً منهم القاضي منذر بن سعيد البلوطي المتوفى سنة 355 [30] والعالم العراقي المشهور أبو علي القالي صاحب كتاب الأمالي [31]، المتوفى سنة 356 هـ وربيع بن زيد (رثموندو) أحد المستعربين المقربين من الحكم لمعرفته بعلم الفلك والعلوم الفلسفية، وهي من العلوم التي عني بها الخليفة وسعى إلى جمع مؤلفاتها [32] وتحول بلاط الخليفة إلى أكاديمية عظيمة تزخر بشتى أنواع المعارف [33]. وإلى جانب هذا كان التعليم العام في عهده يجوز نهضة متميزة، فقد أسس عدداً من دور التعليم خصصت لأبناء الفقراء مجاناً، وعني عناية خاصة بجامعة قرطبة ورفدها بمشاهير العلماء المتخصين وأجرى لهم الرواتب والأعطيات الجزيلة [34]، ويبدي النقد الحديث تقديره وإعجابه للنزعة العلمية التي امتاز بها عصر الخليفة الحكم المستنصر فالمؤرخ الإسباني لافونتي يقول: " كانت دولة الحكم الثاني دولة الآداب والحضارة "، كما كانت دولة أبيه دولة العظمة والبهاء، وإن الرواية العربية لتحبو الحكم بكثير من جميل الذكر فهل نغضي نحن عن تسجيل إعجابنا بما لهذا الأموي المستنير من الصفات الباهرة ... إن السلم الذي وطده اكتافيوس في إسبانيا الرومانية، قد وطده الحكم في إسبانيا العربية، وقد قدم الحكم كما قدم اكتافيوس من قبل، الأدلة على أن الرغبة في السلم، لم تكن لأنه لا يعرف الحرب ولا النصر، ولكن لأنه يؤثر إلهام القريض، ويؤثر الكتب على فرائض السلاح وإكليل الجامعات الحقيقي على إكليل الحروب الدموية ... " [35].
ومن مظاهر هذا العصر أيضاً تبادل السفارات بين الأندلس والدول الأجنبية وقد سبقت الإشارة إلى سفارات الممالك الإسبانية الشمالية التي وصلت قرطبة. وبقي أن

[30] ترجمته في تاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضي: 144؛ المرقبة العليا، للنباهي: 66 - 75.
[31] ترجمته عن تاريخ علماء الأندلس: 69، وكانت وفادته إلى الأندلس سنة 330 هـ في عصر الخليفة عبد الرحمن الناصر.
[32] عنان، دول الإسلام: 2/ 507.
[33] عنان: دول الإسلام: 2/ 508.
[34] كان مقر هذه الجامعة في المسجد الجامع بقرطبة، ومن العلماء المدرسين فيها: أبو بكر بن معاوية القرشي أستاذ علم الحديث، وأبو علي القالي البغدادي الذي كان يدرس اللغة والشعر والأمثال وبعض مؤلفاته، وكان له مجلس خاص يجتمع إليه الطلبة في الزهراء كل يوم خميس، وأبو بكر بن القوطية وكان معروفاً بعلم النحو وآخرين وغيرهم.
[35] عنان، دول الإسلام: 2/ 508.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست