نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 267
ب - علاقات الموحدين السياسية بالإمارات الأندلسية المستقلة:
1 - علاقة الموحدين مع ابن مردنيش أمير شرقي الأندلس:
استطاع أبو عبد الله محمد بن سعد بن محمد بن سعد بن مردنيش الجذامي بالولاء (وهو من المولدين) [56]، بالتعاون مع إبراهيم بن أحمد بن مفرج بن همشك (المقطوع الأذن)، الاستقلال في منطقة شرقي الأندلس، وعزز هذا الأمر بالتعاون مع الممالك الإسبانية وبعض الدول الأوروبية، ففي عام 543 هـ/1148 م عقد معاهدة صلح مع جمهورية بيزا مدتها عشر سنوات، وكذلك مع جمهورية جنوه، وجرت الهدايا المتبادلة بينه وبين ملك انكلترا، وبسبب هذا التعاون لقبه البابا بـ (صاحب الذكر الحميد)، وعرف أيضاً باسم الملك [57].
أوجدت معاهدة تطيلة التي عقدت بين ملك قشتالة وملك أرغون عام 545 هـ/ 1151 م والتي اتفق الملكان فيها على تقسيم بلاد الأندلس، فكان نصيب ملك أرغون شرقي الأندلس والاستيلاء عليها يشترط أن يتولى حكم مدينتي مرسية وبلنسية بصفته تابعاً لملك قشتالة، حالة من الذعر عند ابن مردنيش الذي أسرع إلى عقد محالفات مع هذين الملكين تعهد بأن يدفع خمسين ألف مثقال ذهباً سنوياً إلى كل منهما [58].
ونتيجة لارتماء ابن مردنيش في أحضان الإسبان، ثار عليه أهل شرقي الأندلس وبخاصة أهل لورقة وبلنسية، واستطاع ابن مردنيش القضاء عليها، مما أغضب هذا الأمر الدولة الموحدية التي كانت لها علاقة بالثوار، ولهذا أرسل الخليفة عبد المؤمن رسالة إلى ابن مردنيش حول هذا الأمر [59]. وبعد ذلك أخذ ابن مردنيش يغزو بلاد الأندلس التابعة للموحدين بغية الاستيلاء عليها، ففي عام 554 هـ/1160 م سار بقواته من مرسية بالتعاون مع قوات إسبانية، فسيطر على مدينة جيان ثم واصل سيره إلى مدينة قرطبة فشدد عليها الحصار ولم تقع بيده لصمود أهلها وواليها [60]. [56] ابن الآبار، الحلة السيراء، ج 2، ص 232، حاشية 1. [57] ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، ص 109، حاشية 1 - مراجع الغناي، قيام دولة الموحدين، ص 119. [58] ابن الخطيب، أعمال، ص 260 - الإحاطة، ج 2، ص 124 - A History Medieval Spain. P: 232. [59] كنون، النبوغ المغربي، ج 2، ص 101 - 103. [60] ابن صاحب الصلاة، المن بالإمامة، ص 116.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 267