نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 271
الأمر من بعده ابنه أبو القمر هلال الذي دخل في طاعة الموحدين بعد أن رأى بأن لا جدوى للعصيان [73].
2 - علاقة الموحدين مع بني غانية أمراء الجزائر الشرقية:
ينتمي بنو غانية حكام الجزائر الشرقية (البليار) إلى قبيلة مسوفة الصنهاجية، واشتهر منهم يحيى ومحمد أولاد علي المسوفي، أحد رجالات أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، وسموا بهذا الاسم نسبة إلى أمهم غانية، وهو تقليد مرابطي معروف [74].
وتولى يحيى ومحمد أعمالاً إدارية في الأندلس، واشتهر منهما محمد بن غانية الذي بعثه أمير المسلمين علي بن يوسف إلى الجزائر الشرقية لإصلاح ما فسد من أمورها على يد الوالي المرابطي وأنور بن أبي بكر اللمتوني، وذلك في عام 520 هـ/ 1126 م [75].
عاصر محمد بن علي المسوفي المعروف بابن غانية أفول نجم المرابطين في عدوة المغرب والأندلس، وقيام دولة الموحدين التي ورثت المرابطين في حكم بلاد العدوتين، فعزز ابن غانية حكمه في هذه الجزائر النائية واستمر ولاؤه للمرابطين ولدولة بني العباس، وأصبحت جزائره ملجأ للفارين من فلول لمتونة والمرابطين الذين لقوا الرعاية والأمان في ظل حكم هذه الأسرة، واستمر محمد بن غانية يحكم الجزائر الشرقية إلى عام 550 هـ/1155 م [76].
خلف محمد بن غانية أربعة أولاد، وهم عبد الله وإسحاق والزبير وطلحة، فبعد منازعات بين هؤلاء الأخوة استطاع إسحاق أن يحكم هذه الجزر، واستمر على سياسة أبيه في استقبال فلول لمتونة الوافدين عليه [77]. واعتمد إسحاق بن غانية على أسطول قوي، حسبت له الممالك الإسبانية وجمهوريات جنوه وبيزا والبندقية ألف حساب ودفع ملوكها الأموال الطائلة لهذا الأمير وعقدوا معه المعاهدات لضمان تحرك أساطيلهم [73] أبو رميلة، علاقات، ص 139 - 142 - ابن عذاري، البيان الموحدي، ص 95. [74] العبادي، دراسات في تاريخ المغرب والأندلس، ص 331. [75] المراكشي، المعجب، ص 268 - ابن خلدون، العبر، ج 6، ص 242. [76] مراجع الغناي، سقوط دولة الموحدين، ص 172 - عنان، دولة الإسلام، عصر المرابطين والموحدين، ص 145. [77] أبو رميلة، علاقات، ص 145 - 146.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 271