نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 273
طرابلس، وعلى قراقوش التقوي مملوك صلاح الدين الأيوبي [83].
سار الأمير علي بن إسحاق بالأسطول الذي يقوده رشيد الرومي، ونزل بجاية فسيطر عليها بسهولة لخلوها من وسائل الدفاع، وذلك في عام 580 هـ - 581 هـ/1184 - 1185 م [84].
تصدى والي بجاية الموحدي (أبو الربيع سليمان) للقوات الغازية، فانهزم أمامها إلى تلمسان فتحصن بها تحسباً للظروف [85].
وسار علي بن إسحاق بقواته فاتحاً المدن المهمة أمثال: مليانة ومازونة وأشير والقلعة، وامتنعت عليه مدينة قسنطينة. وقطع علي بن غانية الخطبة للموحدين في البلاد التي استولى عليها، وأمر بالدعاء للخليفة العباسي الناصر لدين الله (575 - 622 هـ) [86].
ولما علم الخليفة الموحدي المنصور (580 - 595 هـ) جهز جيشاً برياً قوياً وعهد قيادته إلى ابن عمه السيد أبي زيد بن أبى حفص، وجهز الأسطول البحري الذي خرج من سبتة معاوناً الجيش البري وفق خطة حربية واحدة [87].
استطاعت الجيوش الموحدية المشتركة استرجاع المدن التي استولى عليها ابن غانية تباعاً، ودمرت الأسطول البحري وأسرت قائده رشيداً الرومي وذلك في عام 581 هـ/ 1185 م، فهرب علي بن إسحاق وأخوه يحيى وأعوانهما إلى جوف الصحراء فعجز الموحدون عن اللحاق بهم [88].
وصل بنو غانية إلى منطقة الواحات ببلاد الجريد وكسبوا ود قبائل العرب من بني رياح وبني جشم بالعطايا والهبات، وفي هذه الأثناء بلغ علي بن إسحاق بن غانية نزول شرف الدين قراقوش بقواته الغز بلدة الحامة في جهات طرابلس، فراسله من أجل التعاون بينهما لرفع راية بني العباس هناك، واتفقا على تقسيم البلاد التي يستوليان عليها سوية، فالبلاد الواقعة غربي بونة أي المغربين الأوسط والأقصى من حق علي بن [83] عنان، عصر المرابطين والموحدين، ص 148 - 149 - أبو رميلة، علاقات، ص 150. [84] ابن خلدون، العبر، ج 6، ص 243 - مراجع الغناي، سقوط دولة المرحدين، ص 177 - 178. [85] ابن الأثير، الكامل، ج 11، ص 206. [86] الغبريني، عنوان الدراية، ص 15، ص 24 - ابن خلدون، العبر ج 6، ص 191، ص 243 - المراكشي، المعجب، ص 272 - أبو رميلة، علاقات، ص 152 - 154. [87] مراجع الغناي، سقوط دولة الموحدين، ص 181. [88] أبو رميلة، علاقات، ص 155.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 273