نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 278
ففي عام 599 هـ/1203 م خرجت الأساطيل الموحدية من ثغر دانية فنزلت جزيرة يابسة ومنها هاجمت جزيرة ميورقة، فدخلتها بعد عناء كبير، وقتل عبد الله بن غانية على يد رجل من الأكراد يعرف باسم عمر المقدم [118]، وبذلك دخلت الجزائر الشرقية في طاعة الموحدين [119]. ثم بعد ذلك تفرغ الخليفة الموحدي لقتال بني غانية في بلاد إفريقية فسيّر إليهم الجيوش في عام 601 هـ/1204 م والتي قادها بنفسه ويعاونها الأسطول البحري، وخلال الأعوام من 601 هـ إلى عام 631 هـ (وهي السنة التي مات فيها يحيى بن إسحاق بن غانية) بدأت رياح المعارك تهب في غير صالح بني غانية في بلاد إفريقية، فاستطاعت الجيوش الموحدية استرجاع مدن إفريقية تباعاً من أيدي بني غانية بعد أن ألحقت بهم الهزائم المتكررة [120].
3 - علاقة الموحدين مع محمد بن هود بالأندلس:
كان محمد بن هود أول من ثار على الموحدين في الأندلس، فهو سليل أسرة بني هود أصحاب مملكة سرقسطة. سيطر المرابطون عليها عام 503 هـ/1110 م وانتزعوها من عماد الدولة بن أبي جعفر بن هود، ثم انتهز ابنه سيف الدولة فرصة ثورة الأندلسيين على المرابطين سنة 539 هـ/1145 م فقام بثورة على المرابطين، كما ساعد الثوار الآخرين حتى أصبح أميراً على شرقي الأندلس، ثم استشهد عام 540 هـ/1146 في موقعة البسيط ضد الإسبان.
لم تشترك أسرة بني هود بعد هذا التاريخ في الأعمال السياسية أو العسكرية خلال فترة طويلة من عصر الموحدين. فلم يشتهر منهم أحد إلا هذا (محمد بن هود) الذي قام بالثورة على الموحدين سنة 625 هـ/1228، فقد اشتهر منذ عام 614 هـ/1217 م بعد استرجاعه حصن شنفيرة من الإسبان في شرقي الأندلس [121].
عزز محمد بن هود حركته ببعض الخرافات التي سمعها من البعض لتبرير الثورة ضد الموحدين [122]، وانضم إليه طوائف من الجند وبعض عصابات اللصوص؛ وبدأ [118] المراكشي، المعجب، ص 315. [119] أبو رميلة، علاقات، ص 179 - 180. [120] ينظر: ابن خلدون، العبر، ج 6، ص 197 - الزركشي، تاريخ الدولتين، ص 14 - 19 - الناصري، الاستقصا، ج 2، ص 204 - أبو رميلة، علاقات، ص 181 - 192 - Bell, Op. Cit, P: 172. [121] ابن الآبار، الحلة السيراء، ج 2، ص 248 - 252 - الحميري، الروض المعطار، ص 116. [122] ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص 279.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 278