نام کتاب : تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، أبو جعفر جلد : 11 صفحه : 441
وحكى لي ابو الزيان صاحبه متبجحا، انه ما بقي منهم صاحبه بأرض الا سته نفر، وما بقي من أماناته فهو أكبرها وأجلها، وهو وروده تحت الركاب لنصره ابن عمه، على زعمه.
فلما ورد على تلك الصورة، وقع التشكك فيه قبل ان يحكم أموره، واعطاه من الايمان والعهود ما استدعى التائبين بفعله، واستجلب السكون الى ما اضمره من اغتياله وختله، وعز الدولة ينسب الى ما يأتيه الى الجميل، ولا يستريب به في كثير ولا قليل.
فلما سكن اليه، واعتمد في التوسط بينه وبين اوليائه عليه، وانتهز فرصته، واستلب غرته، واستولى على الأمور كأنه مالكها، وانشب مخالبه فيها، فكانه لم يزل مدبرها، وجعل أرش مسيره لمعاونته انتهاك محارمه، وتشتيت اصحابه وحرمه، وتناسى افعال معز الدولة له ولوالده منذ ثلاثين سنه، وبذله عنهما عظيم الأموال، ونفيس الاحوال، في دفع اصحاب خراسان كل دفعه، وكسر عساكر وشمكير، والله تعالى يهلك الظالمين، ويأخذ الباغين.
وراى انه متى عاجلني ظهر تمويهه، وثار به سائر الأولياء، وانكشف تدبيره، فاسر امرى في نفسه، ولم يتمكن من اظهاره في وقته، فأطمعته كل الأطماع في ارتفاع ما ضمنته من الأموال، واعتمدت في أموره على من أعطاني المقدره عليها، ولجات الى كرمه فيما عود منها، حتى قفزت من بين يديه قفزه يا لهفه عليها لو أدركها، واسفه على ما تم لي فيها، وكنت بحول الله في تدبيرى، كما قال ثابت الخزاعي:
إذا المرء لم يحتل وقد جد جده ... اضاع وقاسى امره وهو مدبر
ولكن أخو الحزم الذى ليس نازلا ... به الخطب الا وهو للقصد مبصر
وكانت نفسي تنازعنى تقديم ما تأخر، وتجاذبني تعجيل ما تاجل، فأجبتها بما قاله على بن محمد البصرى العلوي:
وإذا تنازعنى اقول لها اصبري ... موتا يريحك او صعود المنبر
ما قد قضى سيكون فاصطبرى له ... ولك الامان من الذى لم يقدر
وقد لقيت كافه جيوشه، وعامه اصحابه، وهي كعدد اهل احد كثره، بفتيان كعدد اهل بدر قله، فما زلت معهم في كل الأيام، كما قال على بن محمد أيضا:
وانا لتصبح أسيافنا ... إذا ما انتضين ليوم سفوك
نام کتاب : تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، أبو جعفر جلد : 11 صفحه : 441