نام کتاب : تاريخ الزواوة نویسنده : الزواوي، أبو يعلى جلد : 1 صفحه : 46
الرعي والزراعة والتجارة وقد وقفوا على أبواب التصنيع في بغداد والقيروان ودمشق وتلمسان وفاس والقاهرة .. والاستعمار يقوم أصلا على "التصادم الاقتصادي".
غير أننا نجد في التاريخ العربي هنا نقطة صدام بين الدولة والأمة، فقد كانت الأمة عربية والدولة إسلامية، إذ سيطرت على الدولة العربية فئات إسلامية من خارج الأمة العربية كالفرس والديلم والمماليك والأتراك، فتوقف التصنيع في بدايته وبدأت الغزوات المغولية والصليبية وبدأت الأمة العربية تتقهقر في المشرق والمغرب على حد سواء، فإذا كانتا الغزوات الصليبية قد بدأت في المشرق وانتهت في المغرب فإن الاستعمار الاستيطاني بدأ في الجزائر ليصل إلى فلسطين.
لقد أسهم ذلك العراك بين الدولة والأمة في تقهقر الطرفين: الأمة العربية والدولة الإسلامية، تقهقرا اقتصاديا وثقافيا مريعا، وهنا نجد التشابه بين المشرق والمغرب في حالة التقهقر كما وجدناه في حالة التقدم .. فهما دائما في وضع اقتصادي واحد ووضع ثقافي واحد .. لذلك فالأخلاق واحدة.
ولعلنا هنا نفهم أن أحد أسباب انهيار الدولة العربية الإسلامية هو ذلك التصادم الاقتصادي الذي نشأ تحت ستار الوحدة الإيديولوجية "الإسلامية" فحين سيطرت الأعراق غير العربية على هذه الدولة باسم الدين وبدأت تبدوا وكأنها "قومية استعمارية" بدءا من البرامكة وانتهاء بالشكل الأوضح لهذا التصادم على يد الأتراك الطورانيين. فتطور الصراع داخل الدولة العثمانية وصار صراعا قوميا واضحا بين العرب والأتراك وبدأ العرب يغيرون مفهومهم
نام کتاب : تاريخ الزواوة نویسنده : الزواوي، أبو يعلى جلد : 1 صفحه : 46