نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 160
الإسبان ضد الدولة العثمانية والمصالح العليا للمسلمين في المغرب والأندلس. لذا لم يكن الأندلسيون في إسبانيا والمغرب يأملون منه خيرًا.
وإثر وفاة السلطان أحمد المنصور سنة 1603 م، تقاتل أبناؤه الثلاثة (أبو محمد الشيخ المأمون، وأبو المعالي زيدان الناصر، وأبو فارس عبد الله الواثق) على خلافته، فأدخلوا المغرب في محن لا توصف من الحروب الأهلية والتجزئة مما جعله ضحية سهلة للأطماع النصرانية.
كان المأمون ولي عهد أحمد المنصور، لكن بعد وفاة المنصور، بايع أعيان فاس وعلماؤها ولده زيدان، بينما بايع أهل مراكش ولده أبا فارس. فاندلعت الحرب بين زيدان والمأمون وانتهت بهزيمة زيدان واستيلاء المأمون على فاس. ثم توالت الحروب بين الأخوة الثلاثة وانتهت في آخر المطاف سنة 1608 م بانتصار زيدان على أخويه واستيلائه على المغرب بأجمعه. وقتل في هذه الحروب أبو فارس. وفر المأمون بأهله وولده إلى إسبانيا مستنصرًا بها ضد زيدان. فوعده فليبي الثالث بالمساندة على استرجاع ملكه مقابل تنازله لإسبانيا عن ثغر العرائش المغربي. وفعلاً استرجع المأمون ملكه بمساعدة إسبانيا وسلم لها العرائش بعد أن أجلى أهلها عنها بالقوة، وكان ثغر العرائش قد أصبح مركزًا للجهاد البحري الأندلسي ضد إسبانيا. كما غدر المأمون بالأندلسيين عندما طلبوا معونته في الثورة، فأوصل الخبر إلى فليبي الثالث، وكان مصيره أن قتله الأندلسيون قرب تطوان في رجب سنة 1022 هـ (1613 م).
وفي بداية هذه الأحداث أرسل مورسكيو بلنسية رسلهم إلى زيدان يخبرونه بعلاقات المأمون بفليبي الثالث، ويطلبون منه تحرير الأندلس، ويحاولون إقناعه بسهولة ذلك، ويؤكدون استعدادهم لتقديم ستين ألف مقاتل متى أبحر جنوده في أحد الثغور الإسبانية. لكن السلطان زيدان لم يهتم بهذا العرض، ولم يحرك ساكنًا. ولما علمت الدولة الإسبانية بالخبر، ازدادت حقدًا على مسلمي الأندلس عامة ومسلمي مملكة بلنسية خاصة.
وفي هذه الحقبة، اقتصرت علاقة الدولة العثمانية مع المورسكيين على الهجوم المتواصل على شواطىء الأندلس الشرقية ومملكة بلنسية لإنقاذ الراغبين فى الهجرة إلى الجزائر. وكانت الدولة العثمانية منشغلة بحروبها مع الدولة الصفوية في إيران شرقا.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 160