نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 249
الإسلامية الذين لقيهم في المراكز العامة، لا يخفون أصولهم ويعتزون بها. ثم قال: "إن من يكون من نسل هؤلاء القوم الذين تنصروا أن يرث عمل الصليب على كتفه برحمة في ثوبه المتدثر به ... والخطط التي يتولونها بقايا هذا الجنس المذكور هي الكتابة وحكمة البلدان والشرطة وغيرها، مما ليست له وجاهة كبيرة وولاية شنيعة، مثل التصرف في المحال أو الولاية للأقاليم الكبيرة والمدن والقواعد مثل إشبيلية وما شاكلها. وعلى كل حال فهم في هذه النواحي كثيرون لا يحصون، فمنهم من ينتسب، ومنهم من ينفر من سماعه الانتساب ذلك".
ولم يعثر الغساني على الوجود الإسلامي إلا في الأندلس ومجريط حيث سمع من المنحدرين من أهل الأندلس انتقادًا كبيرًا لقرار طرد سنة 1609 م. ولو مر الغساني على مناطق أخرى خارج منطقتي جيان وإشبيلية من مناطق الأندلس الطبيعية، بما فيها سهل قلعة رباح، لخرج بنفس الانطباعات التي وجدها في المنطقتين المذكورتين.
وفي سنتي 1766 م و 1767 م، أرسل سيدي محمد بن عبد الله، سلطان المغرب، سفيره أحمد بن المهدي الغزال الأندلسي المالقي إلى ملك إسبانيا، للمفاوضة في إطلاق سراح الأسرى المغاربة وتحسين أوضاع بقية الأسرى المسلمين.
وقد نجحت هذه السفارة، وتتوجت في مايو سنة 1867 م بعقد معاهدة صداقة بين البلدين. وقد دون الغزال رحلته في كتاب سماه "نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد"، ذكر فيه ما لاحظه من آثار إسلامية.
فلاحظ عن أهل أطريرة (مقاطعة إشبيلية) أن: "دمهم دم العرب، وأخلاقهم مباينة لأخلاق العجم، وميلهم للمسلمين وتحننهم للجنس وأسفهم عند التشييع يقطع أنهم من بقايا الأندلس، وقد طال عليهم العهد وربوا في بحبوحة الكفر والعياذ بالله ... والكثير من ألقابهم موجودة عندنا في الإسلام، كقبريرة وقرطناش وبريشة وأرميرو وأفريركو واللمب وأولاد خويا وخيرون وراغون وبائص ومنضوصة وغير ذلك". ثم تحدّث الغزال عن بلدتي بلاسيوس وبلافرانكا المتجاورتين (مقاطعة إشبيلية) على مسافة قريبة غرب أطريرة بما يلي: "ولا مرية في أنهما من بقايا الأندلس، وقد التقينا برجل من طلبة المدينتين اسمه بلاشكو، وهو من أعيان العدول عندهم، وقد
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 249