نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 259
وفي سنة 1868 م، توفي ناربايز فعمت الاضطرابات البلاد، انتهت في سبتمبر سنة 1868 م بثورة شاملة بقيادة سرانو، أعلنت الحريات الأساسية وطالبت بالانتخابات العامة. فهزم الثوار جيش الملكة التي أصبحت مبغوضة لدى العامة بسبب تجاوزاتها في حياتها الخاصة، فخلعت وأرغمت على اللجوء إلى فرنسا.
حكم سرانو، زعيم الثورة، إسبانيا بالتعاون مع بريم، وعقد اجتماعًا للكورتس وافق فيه على دستور ملكي دستوري ثم اختاروا الأمير أميديو دي سابوا، ابن ملك إيطاليا، ملكًا لإسبانيا. وفي 30/ 12 / 1870 م، يوم وصول الأمير إلى مجريط، اغتيل بريم. وفي فبراير سنة 1873 م، تنازل الأمير أميديو عن العرش بسبب انقسامات الطبقة الحاكمة من جهة، وعودة الحرب الكارلية والاضطرابات الشعبية من جهة أخرى. فأعلنت الجمهورية بدستور اتحادي، وانتخب رئيسًا لها القطلاني بي اي
مارغال. وعندما انقسمت الولايات إلى كنتونات صغيرة تكاد تكون مستقلة، قدم بي استقالته من رئاسة الجمهورية، فخلفه سلمرون، ثم قسطلار الذي أعاد للجمهورية مركزيتها. وفي 3/ 1 / 1874 م، ثار الجنرال بافيا وألغى الكورتس، وأقام دكتاتورية في البلاد لمدة قصيرة، ثم أعاد الملكية.
وأتى بافيا من إنكلترا بألفونسو ابن الملكة إيسابيلا الثانية، صحبة معلمه كانوباس دل قشتيليو، فبويع ملكًا على إسبانيا تحت اسم الفونسو الثاني عشر (1875 - 1885 م). ثم تعاقب على الحكم حزب المحافظين يعارضه في أقصى اليمين الكارليون، والحزب التقدمي يعارضه الجمهوريون. وانتهت الحرب الكارلية أيام الفونسو الثاني عشر. وفي سنة 1885 م، مات الملك وترك زوجه مارية كريستينا حاملاً.
بويع الابن إثر ولادته تحت اسم الفونسو الثالث عشر (1885 - 1931 م) تحت وصاية أمه، وفي أيامها فقدت إسبانيا ما تبقى لها من مستعمرات. ففي سنة 1898 م، تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في ثورتي كوبا والفلبين، وطردت إسبانيا منهما.
ثم انتشرت الاضطرابات في أنحاء البلاد، خاصة في بلاد الباسك وفي قطلونية.
وفي سنة 1902 م، رشد الفونسو الثالث عشر، فزادت الاضطرابات خاصة في قطلونية حيث انتشرت "الأناركية" العالمية والقومية المحلية.
وظهر التضامن القومي القطلاني بوضوح في انتخابات سنة 1906 م. وفي سنة 1909 م، قامت مظاهرات في برشلونة ضد تجنيد الشباب للذهاب إلى المغرب،
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 259