responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 269
أراضي الأهالي ووزعت على طبقتين من المستفيدين: الكنيسة والنبلاء، وكلاهما من الشمال النصراني. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وزعت أراضي شاسعة على أجانب فرنسيين وإنكليز. فأصبحت أرض الأندلس في يد عدد صغير من الملاك الأجانب عن الأندلس، بينما ظلت الجماهير الأندلسية، المنحدرة من أصول إسلامية، تعمل دون أرض، وتعيش مآسي الاستغلال والحرمان. ففي أوائل القرن العشرين، كان واحد في المائة من أصحاب الأرض في الأندلس يملكون 42 في المائة منها.
وفي شريش، يملك ثلاثة في المائة من أصحاب الأرض 67 في المائة منها. وتتوزع 45 إلى 81 في المائة من المزارع الغنية بمناطق إشبيلية وأطريرة وأستجة وقرمونة على الملاك الغرباء.
وأدى هذا الوضع إلى مشكلة أخرى، وهو أن الملاك، الكنيسة والنبلاء، الذين يملكون أراضي الأندلس ومزارعها ومناجمها، لا تربطهم بها رابطة، فينقلون ما يستثمرونه من أرضها إلى مناطق أخرى في إسبانيا لبناء المصانع واستثمار الأموال. لذا نرى حتى اليوم أن اقتصاد منطقة الأندلس اقتصادًا استعماريًّا، تصدر فيه الأندلس المواد الأولية المعدنية والزراعية إلى باقي إسبانيا، ثم تعود إلى شرائها منها مصنوعة بأغلى الأثمان. فتصدِّر بذلك عمل أبنائها، الذين يضطرون إلى الهجرة إلى قطلونية وأوسكادي ومجريط للعمل في أحطِّ المِهَن، لدرجة أصبح يكوِّن فيها الأندلسيون اليوم النصف الأكثر فقرًا من سكان قطلونية، ونسبة كبيرة من سكان أوسكادي ومجريط، وأصبح عدد الأندلسيين في إسبانيا، خارج الأندلس يساوي عددهم في الأندلس (سبعة ملايين). كما اضطر عدد كبير من الأندلسيين إلى الهجرة إلى غرب أوروبا، يشاركون إخوانهم المغاربة مرارة الغربة وصعوبة العيش، وكذلك العنصرية والاضطهاد. وأصبحت من أهم أنشطة الأندلس السياحة الجماعية التي غيرت شكل سواحلها وثقافة أبنائها، والصناعة الملوثة التي نشرت الخراب والمرض في كثير من مناطقها كمنطقة ولبة.
رأينا إذن أن جميع المعالم الجغرافية والإثنية واللغوية والحضارية والأخلاقية والاقتصادية المعاصرة للشعب الأندلسي كلها ذات جذور إسلامية، فمتى شعر الأندلسيون المعاصرون بهوية خاصة بسببها؟

8/ 3 - انبعاث الهوية الأندلسية (1808 - 1873 م):
ظل الشعور بالانتماء الأندلسي دفينًا في نفوس أهل الأندلس دون تعبير واضح إلى أن غزت، سنة 1808 م، جيوش نابليون الفرنسية إسبانيا، بما فيها الأندلس،

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست