نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 45
وتشتت العائلة الحاكمة وكثرة التواطؤ مع العدو الصليبي مع انهيار السند المغربي بسبب مشاكله الداخلية. ولم يطل عمر غرناطة في هذه السنين العصيبة إلا ثبات الأندلسيين على الجهاد مع مشاكل قشتالة الداخلية وتنافسها مع أراغون، الدولة النصرانية الأخرى. فلنر وضع إسبانيا النصرانية في هذه الفترة قبل أن ندرس الأيام الأخيرة لمملكة غرناطة.
1/ 4 - اتحاد الممالك النصرانية:
رأينا كيف توحدت الممالك النصرانية المتعددة التي تأسست على أنقاض الأراضي الإسلامية في شبه الجزيرة الأندلسية بعد انهيار الدولة الموحدية وأصبحت ثلاثة دول: قشتالة وأراغون والبرتغال. وكانت قشتالة هي أكبر عدو للدولة النصرية بعد تأسيسها. ولندرس أولاً تطور الوضع في قشتالة إبان العهد النصري في غرناطة.
بعد الانهيار الموحدي تولى الملك في قشتالة فرانده الثالث سنة 611 هـ (1214 م)، ثم ضم إليه مملكة ليون والده ألفونش التاسع سنة 628 هـ (1230 م).
وكان فرانده الثالث قائد الجيوش القشتالية التي احتلت قرطبة (633 هـ). وجيان (643 هـ) وإشبيلية (646 هـ)، ونقل عاصمة قشتالة من طليطلة إلى إشبيلية بعد احتلالها.
توفي فرانده الثالث سنة 650 هـ (1252 م) أيام ابن الأحمر، مؤسس الدولة النصرية، فخلفه ابنه ألفونش العاشر الملقب بالعالم. فتابع خطة أسلافه في محاربة الدولة الإسلامية في الأندلس، فاحتل قادس من يد المسلمين في أول حكمه وقد أعانه على ذلك ابن الأحمر. وفي أواخر عهد ألفونش العالم خرج عليه ولده سانشو، فقامت حرب أهلية في قشتالة فانتصر الابن على أبيه والتجأ ألفونش إلى السلطان المريني أبي يوسف سنة 681 هـ (1282 م). واستمر سانشو الرابع ملكًا على قشتالة بدون معارض إلى أن دخل في نزاع مع النبلاء وبعض أمراء عائلته، فاضطر إلى الاستجابة لمهادنة غرناطة مما أعطى مملكة غرناطة بضعة أعوام من السلام. ولما توفي سانشو الرابع سنة 696 هـ (1292 م) خلفه ولده الطفل فراندو الرابع تحت وصاية أمه. وكان عهده عهد اضطراب وفوضى في قشتالة. ولما اشتد عضده ساءت علاقة قشتالة مع غرناطة من جديد، وهو الذي احتل جبل طارق الاحتلال الأول من يد المسلمين سنة 709 هـ.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 45