نام کتاب : الهجمات المغرضة على التاريخ الإسلامي نویسنده : مظهر صديقي، محمد جلد : 1 صفحه : 141
خاتمة المطاف
يتضح من البحث المفصل السابق نوعية الهجمات المغرضة للمستشرقين والمؤرخين المغرضين على أهم فترات وأحداث التاريخ الإسلامي، وقد ألقينا بنظرة في هذا الصدد على كتابات المؤرخين المسلمين الأوائل وكتابات المستشرقين والمؤلفين المحدثين التي بنيت على تحليل وتفسير الروايات التاريخية بطريقة خاطئة. وكان ذلك نتيجة للميول الفكرية لهؤلاء المؤرخين، ونتيجة لتأثير عامل العقائد الدينية، ولهذا يجب علينا أن نقف من كتاباتهم في يقظة، وألا نقبل آراءهم في سهولة، وأن نلاحظ الأمور التالية:
الأمر الأول: أن نلاحظ دائمًا في الروايات والمصادر الإسلامية القديمة أن الراوى كثيرًا ما يتأثر بميوله الذاتية، فلا يحتاط في قبول أو رفض الروايات، كما أنه قد يتأثر بعاطفته القبلية، ومع هذا فإن أكثر ما كتبوه طبقًا لإيمانهم وطبقًا لعقيدتهم كان صحيحًا من وجهة نظرهم، فليست كل رواية من رواياتهم مشكوكًا ومشتبهًا فيها، وأكثر الروايات صحيحة، ولو علم القارىء الاتجاه الفكري لكل راوٍ ومؤلف فسوف يفهم جيدًا وجهة نظره ومدى الصدق في رواياته.
الأمر الثاني: يجب الانتباه فيما يتعلق بالمؤرخين المسلمين الكبار إلى ما يذكر عن الرواة الأوائل لأنهم كانوا ينتمون إلى مناطق مختلفة، ولأنهم كانوا عراقيين، وقد يلاحظ موقفهم ضد الشاميين والأمويين على الخصوص، وقد يميلون إلى العباسيين ويعارضون الأمويين.
الأمر الثالث: أن مؤرخي القرن الثالث الهجري وما بعده كانوا جامعي روايات، فإذا ما وجدت في كتاباتهم تأييدًا أو معارضة لطبقة ما أو فرد ما،
نام کتاب : الهجمات المغرضة على التاريخ الإسلامي نویسنده : مظهر صديقي، محمد جلد : 1 صفحه : 141