responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 113
مغوليان وهو لا يملك أن يدافع عن نفسه إلا بقذفهما بالحجارة التي كان يناوله إياها بعض النسوة، وأخيراً وقع في أيدي المغول الذين قادوه إلى معسكر جنكيز خان الذي كان في ذلك الوقت أمام مدينة سمرقند، ولكي ينتقم جنكيز خان منه عمد إلى التنكيل به، فأمر بعض رجاله أن يصهروا كمية من الفضة ويسكبوها في عينيه وأذنيه، وهكذا نفذ جنكيز خان وعيده في قاتل تجاره ورسله، وبسقوط أترار سقط مفتاح بلاد ما وراء النهر [1].
ب ـ الاستيلاء على مدينة جند: أما عن الجيش الثاني الذي كان تحت قيادة جوجي أكبر أبناء جنكيز خان، فكانت قبلته مدينة ((جند)) إحدى معاقل المسلمين على نهر سيحون، وقد وصل هذا القائد إلى هذه المدينة بعد أن استولى على كثير من المعاقل والمدن الواقعة على نهر سيحون، وتمكن بذلك من السيطرة على كل مجرى هذا النهر تقريباً، فلما اقترب من مدينة جند غادرها حاكمها ليلاً تاركاً لسكانها أمر الدفاع عن أنفسهم وعن مدينتهم، وقد نصب المغول المجانيق حول المدينة استعداداً لتحطيم أسوارها، وإزاء هذا الاستعداد من قبل المغول انقسم الأهالي على أنفسهم، فرأى فريق منهم ضرورة الدفاع عن المدينة، ورأى فريق آخر لا فائدة من الدفاع وآثر أن يسلم المدينة في الحال، لعل الأهالي يجدون في ذلك خير شفيع ينجيهم من الوقوع تحت سيوف المغول، والظاهر أن هذا الرأي كان يناصره أكثرية السكان بدليل أن المغول لم يجدوا مقاومة ما داخل المدينة، وهم يدكون أسوارها من جميع جهاتها، وأخيراً سلمت المدينة وسلم من سلم من أهلها، وقُتل من قتل المغول، وبعد أن وضع جوجي على المدن المفتوحة حكاماً مخلصين، أصدر أوامره لجنوده بالعبور إلى إقليم خوارزم [2].
ت ـ الاستيلاء على بنكت وخجنده: أما ثالث جيوش جنكيز خان التي سيرها للاستيلاء على بلاد ما وراء النهر، فقد سار إلى مدينة بنكت على نهر سيحون و ((خجندة)) إلى الجنوب منها، وقد تمكن المغول من دخول مدينة بنكت بعد أن سلمها الأهالي، وكان المغول قد أمنوهم على حياتهم، لكن هؤلاء المغول الذين لا يعرفون معنى للعهود والمواثيق، لما دخلوا المدينة فصلوا الجند عن المدنيين واعملوا القتل في رقاب الفريق الأول، واختاروا من الفريق الثاني خيرة شبابه لينتفعوا به في أعمالهم الحربية، ثم سارت هذه الفرقة المغولية نحو

[1] الدولة الخوارزمية للمغول حافظ أحمد صـ139.
[2] الدولة الخورازمية والمغول صـ140.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست