responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 379
مواجهة الأعداء كما قال: حتى تدور الشمس وتفيء الظلال وتهب الرياح ويدعو لنا الخطباء والناس في صلاتهم [1]، وكان هذا العمل تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده حيث كانوا يحبون أن يكون القتال بعد الزوال، وقد نشبت المعركة وكان القتال شديداً على المسلمين، حتى أن الأعداء كادوا يزيلونهم عن مواقعهم، وكان السلطان قطز يثبت الناس وينحاز إلى بعض نواح الجيش حينما يحس ضعفاً منهم حتى يقوي من عزيمته ويشجعهم، وكان له عدة مواقف شجاعة أثناء المعركة [2].
جـ ـ الحرص على الشهادة: في معركة عين جالوت، قتل جواده ولم يجد أحداً في الساعة الراهنة من الوشاقية الذين معهم الجنائب فترجل وبقي واقفاً على الأرض ثابتاً والقتال على أشده في المعركة، وهو في موضع السلطان من القلب، فلما رآه أحد الأمراء ترجل عن فرسه وحلف على السلطان ليركبنها، فامتنع وقال لذلك الأمير: ما كنت لأحرم المسلمين نفعك ولم يزل كذلك حتى جاءته الوشاقية بالخيل فركب، فلامه بعض الأمراء وقال: يا خونت لم لا ركبت فرس فلان فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك، وهلك الإسلام بسببك، فقال: أما أنا فكنت أروح إلى الجنة وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عدَّ خلقاً من الملوك، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضع الإسلام [3]. فهذا موقف جليل لهذا الأمير البطل دلَّ على تواضعه وعدم إهتمامه بحفظ نفسه في سبيل مصلحة المسلمين العامة، كما يدل على تذكره عظمة الإسلام، والهدف العالي الذي ينشده المؤمنون حقاً وهو إبتغاء رضوان الله تعالى والجنة [4].
س ـ رؤيا صادقة: كان من أهم الحوافز للأمير سيف الدين قطز على الإقدام على حرب التتار رؤيا صالحة رآها في صغره، وكان يحدث بها أصحابه، حيث قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: أنت تملك الديار المصرية وتكسر التتار، وقول النبي صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيه [5]. فهذه الرؤيا الصالحة كانت هي الدافع الأكبر لمظفر الدين قطز بأن يقدم على قتال التتار بعزم وقوة، بعدما نكل عن ذلك كثير من الأمراء أو قاتلوهم بضعف وخوف، لقد دخل مظفر

[1] الفتوح الإسلامية عبر العصور صـ347.
[2] المصدر نفسه صـ347، الطريق للقدس محسن محمد صـ175.
[3] الفتوح الإسلامية عبر التاريخ صـ348.
[4] التاريخ الإسلامي (16 ـ 388).
[5] المصدر نفسه (16 ـ 391).
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست