وقام علي [7]، وهو رجل مجهول ومعتوه، فاغتنم هذه الفرصة وجمع الجيوش ثم استولى على مقاليد الحكم في الجزائر.
وعندما تولى الحكم، قام الداي علي هذا بثورة شاملة في نظم الإيالة القديمة. كما أنه ارتكب عددا من الجرائم ونفى كثيرا من الناس. وذات يوم، أمر سكان مدينة الجزائر ان يغلقوا أبوابهم في ساعة مبكرة، وأمر كذلك بغلق الثكنات، ثم جمع عددا كبيرا من البغال حمل عليها، ليلا، جميع كنوز الجزائر التي كانت في محلات الباشا القديم، ونقلها الى القصبة التي انتقل إليها مصحوبا بالجيش يحافظ على شخصه، وفي الصباح أعلن عن هذا التغيير بطلقات مدفعية.
وخلال مدة ولايته التي لم تدم سوى ستة أشهر، ساءت أحوال الدولة الى أقصى درجة. وأثناء نقل الثروات الى القصبة، وقع كثير من النهب قام به وزراؤه وأعضاء حاشيته. وقد مات علي بالطاعون في مقر إقامته الجديد، ولو انه عاش لتسبب في خراب الايالة ما في ذلك شك. وكان أعداؤه الذين كان يضطهدهم هم أنصار عمر باشا. ولم ينج من هؤلاء الأنصار سوى حسين خوجة الذي عينه خزناجيا، وفيما بعد رفعه الى مرتبة خوجة الخيل.
وقد دهش الجميع عندما رأوا ان حسين الذي كان من المقربين لعمر، يحظى بمثل تلك التقديرات من علي باشا. وحقيقة فإن حسين - من بين [7] هو علي بورصالي، تولى الحكم سنة 1817، وعلى عكس ما يقول حمدان، فإن الرجل كان ثقيا ورعا: حارب العهر والفساد وأراد أن يعطي الدولة طابعا آخر، إذ تخلص من الميليشيا وراح يعمل على إشراك الأهالي في الحكم وانتقاله إلى القصبة دليل على ذلك.