قبل عهد الامبراطورية، ترتبت عن تزويدات في مادة الحبوب كنا قد تكلمنا عنها.
ولقد حددت الحكومة الفرنسية، بقرار، ثمن هذه التزويدات بسبعة ملايين من الفرنكات [2]. ولكن التسديد طال كثيرا وبقي سنوات متعددة. وكان الاعتراف باسم بكري وشريكه ميكائيل بو جناح [3]. وبما أن بكري كان مدينا لخزينة الجزائر بمبالغ هامة تمثل قيمة كميات من الصوف اشتراها من الدولة، فإنه كان يعتمد على التصفية لدفع هذا الدين وغيره من الديون التي ترتبت عليه في فرنسا. وتقدم عدد كبير من دائني بكري إلى الخزينة معترضين على الدفع وقد تعقدت التصفية نتيجة لهذه الاعتراضات.
ولما رأى هؤلاء اليهود أن تسوية القضية ما زال بعيدة، شرعوا في [2] كان هذا المبلغ في بداية الأمر 24 مليونا من الفرنكات كما ورد في محضر اللجنة التي كونها الملك لويس فليب لهذا الغرض. ثم وقع اتصال بالمعنيين وجرت مفاوضات نزل المبلغ بمقتضاها إلى سبعة ملايين أبرم في شأنها اتفاق، أمضاه الملك نفسه يووم 28 أكتوبر 1819. وينص ذلك الاتفاق على أن الدين يدفع مشاهرة في ظرف عام ابتداء من فاتح مارس 1820. [3] هو حفيد ابن زقوط كما رأينا، قدمت أسرته من ليفورنه إلى مدينة الجزائر في نهاية الربع الأول من القرن الثامن عشر. وقد بدأ نجمه يلمع في عالم التجارة سنة 1782.
وفي مستهل العقد التاسع، استطاع بدهائه ومكره أن يكسب ثقة الداي حسن ويصبح مستشارا له ذا نفوذ لا مثيل له، حتى أن المصادر الغربية كانت تسميه ملك الجزائر. ونتيجة للتعسفات التي كان يقوم بها ضد الأهالي تطوع أحد جنود الميليشيا وقتله رميا بالرصاص صباح يوم 28 جوان سنة 1805، في عهد الداي مصطفى باشا الذي سيلقى نفس المصير بعد ذلك بقليل.