له مليونا من الفرنكات مقابل أن يجعل حدا لادعاءات بكري وأن تسوى القضية تسوية نهائية. وزيادة على ذلك، طلب الداي بمبلغ 500،000 فرنك كتعويض لمصاريف الحرب. وقد كتب هذه البرقية الأخيرة بخط يده. ولما وافقت الحكومة الإسبانية على الاقتراح المعقول، فإن الصداقة قد عادت إلى ما كانت عليه في الحين.
وعندما تم دفع المبلغ المذكور، وزع المليون بالتقسيط على من كانت لهم ديون في ذمة بكري ووقع ذلك بمحضر هذا الأخير، وعلى مشهد من الخزناجي للتأكد من السندات، أما الخمسمائة ألف فرنك، فإنها صبت في الخزية كتعويض لمصاريف الحرب كما سبق أن ذكرنا , وقد دفع الداي من هذا المبلع الأخير خمسين فرنكا لكل جندي بحيث لم يبق للخزينة إلا حوالي خمسين ألف فرنك.
لقد رفض الداي تلك النسبة المرتفعة من الفائدة لأن القوانين الأوروبية لا تعرف سوى بخمسة في المائة، ولأن قوانيننا لا تسمح بالربى مهما كان نوعه. هذه هي الأحداث التي جرت في تلك الظروف وقد كنت عليها شاهد عيان.
لقد كان للداي كرئيس دولة وكأب للشعب وولي للأيتام تعترف به القوانين، كل السلطة لتسوية هذه القضية. وكان لبكري شريك، هو أخوه، يوسف الذي هلك وترك ورثته، ولذلك كان من المحتوم عليه أن يضع حدا لهذه المسألة.
وعندما دخل الجنرال دوبرمون إلى الجزائر ورأى بكري أنه كان يحسن