الفصل الثاني
قصة وصول الجيش إلى سيدي فرج
لقد كتب حسين باشا إلى القبائل والعرب يخبرهم بالنوايا العدوانية التي يضمرها لهم الفرنسيون، ويأمرهم بأن يسعدوا ويكونوا رهن الإشارة.
فأجابوه بأنهم مستعدون وبأنهم لا ينتظرون سوى أوامر الباشا ليسارعوا إلى نصرته. كما أن حسين باشا كتب إلى باي وهران [1] وأوصاه بتحصين مدينته وباليقظة وأمر باي قسنطينة [2] بتحصين ميناء عنابة [3]: وبما أن هذا الأخير لم يأت إلى الجزائر منذ ثلاث سنوات، فإنه أمره بالمجيء وفقا لما جرت عليه العادة، ودون أن يزعج القبائل. [1] هو حسن باي الذي دفعته ثروته وشيخوخته إلى الاستسلام دون مقاومة. ولقد حكم مدة 7 أشهر باسم الفرنسيين وفي نهاية الأمر اضطهد، فاضطر إلى الفرار إلى الاسكندرية ومنها إلى مكة حيث قضى أيامه الباقية. [2] هو الحاج أحمد باي الذي تكلمنا عنه في الكتاب الأول. [3] كانت عنابة ميناء تجارية تحت تصرف الفرنسيين إلى أن وقع الحصار سنة 1827.