سلم السيد دوني إلى خالي مفتاح دار العملة وأذن له أن يذهب إليها صحبة أحد الضباط ليأخد ماله ويترك ما هو للخزينة. وعندما وصلنا إلى الدار وجدنا الأبواب مكسرة وصندوق الفضة محطما بينما لم نجد شيئا تحت السلم؛ ومعنى ذلك أن صندوق الذهب قد ضاع. عندئذ رجعنا إلى السيد دوني وأعلمناه بما جرى فأجاب: (إذن ذلك من عمل الجنود؛ ولكنني الآن، مشغول جدا، تشدني أمور جسيمة، وسأتولى التحقيق في ذلك فيما بعد، فاذهبا).
في نهاية هذا المجلد سأتكلم عن كل ما له علاقة بخالي وعن طلبه الخاص بذهبه الذي يقدر بستين رطلا، والذي نهبه الأجناد. وحتى الآن، فإنه لم يحصل على أي شيء بهذا الصدد. أما عن الفضة المصنوعة والجاهزة لأن تسك، فإنها كانت بين أيدي الجنود، وقد اشتراها الصرافون بأسعار بخسة.
وعندما غادر الداي القصبة ليكن داره الخاصة؛ وقعت أعمال نهب متنوعة لن أتكلم إلا بما سمعته عنها، لأنني لم أشاهد أي عمل منها.
لقد كان المارشال بورمون يقول للسكان ويوهمهم بأن الجيش الفرنسي لن يبقى في الجزائر أكثر من ستة أشهر، وكان يقول أن تلك هي نية الحكومة، وعندما يشرع في الجلاء؛ فإنني أترك البلاد بين أيدي أعيانها وتحت تصرفهم، وكان يقول كذلك أن الجزائر كانت من ممتلكات الباب العالي.
وبعد هذا البيان الذي كان يبدو إيجابيا، فإن كثيرا من السكان الذين كانوا يطمحون في الوصول إلى الحكم وفي أن يكونوا من جملة أولئك الذين سيسيرون الحكومة الجزائرية عحا قريب، قد أحاطوا بالمارشال وكونوا حاشية ملازمة له، وناوروا ليبعدوا عن ذلك القائد كل من كانت له كفاءة ومقدرة،