الكرة، فأرسل له، في هذه المرة الثانية، قفطانا ومرسوم تعيينه على رأس البايلك.
إن هذه الوقاحة المخزية لم تزد باي قسنطينة إلا غضبا حتى أنه لم يتفضل بإجابته. واغتاظ باي التيطري بدوره من عدم اللياقة هذا، مما أدى إلى اشتعال الحرب بينهما. ثم اتصل باي التيطري بإبراهيم ليكون إلى جانبه، وكان إبراهيم هذا بايا على قسنطينة في عهد الأتراك، وقد عزل لعجزه وسوء تدبيره، وعندما كان في الحكم تزوج من بنت أحد شيوخ الصحراء اسمه فرحات [1].
ولذلك حمل إبراهيم السلاح إلى جانب باي التيطري، ولكن هذه المحاولة لم تنجح رغم تضافر المجهودات [2].
وواصل -مصطفى- باي التيطري - تصرفاته الجنونية التي لم يستفد منها إلا الجنرال كلوزيل. لقد أرسل لهذا الجنرال برقية مليئة بالمآخذ والتعابير العدوانية، وأخيرا أعلن أمام الملأ أنه يتخلى عن المهمة التي كلفه بها بورمون. لقد ترجمت بنفسي هذه البرقية وكلفت بالرد عنها. وعلمت أن سكان المدية اتصلوا سرا بالجنرال كلوزيل وطلبوا إليه أن يأتيهم. وبهذه المناسبة طلب الجنرال من أعيان الجزائر أن يقدموا له قائمة بأسماء أشخاص متوسطي العمر ينتسبون إلى أسر كريمة، ليختار من بينهم واحدا يعينه بايا على التيطري. وكان يوجد ضمن القائمة الطويلة التي قدمت له اسم مصطفى بن عمر الذي قيل إنه ابن أخ حسين باشا داي الجزائر القديم، وهذا خطأ لأنه لم يكن إلا ابن خال زوجة حسين باشا. وكذا تم تعيين مصطفى بن عمر بايا على التيطري. [1] هو فرحات بن سعيد شيخ العرب الذي تكلمنا عنه. [2] حول هذه القضية انظر الفصل الثالث من مذكرات الباي أحمد.