كنا مسؤولين، تجاه سكان الجزائر، عن أعماله لأننا كنا نوافق عليها كما لو أنها كانت أعمالنا.
قبل أن أتخلى عن وظيفتي كان الجنرال كلوزيل قد طلب من البلدية أن تسلمه مسجد العاصمة الكائن بناحية ميناء المسمكة ليحول إلى مسرح، وأكد بأن حكومته أذنت له بأن يقدم مثل هذا الطلب فقلنا له: إننا لا نستتطيع الموافقة على هذا الإجراء، وحتى لو أردنا أن نفعل ذلك، فإننا لا نتتطيع، لأنه ليس من اختصاصنا، واكتفينا، بأن قلنا له: إذا كان المرغوب هو إقامة مسرح، فإنه يمكن استعمال مسكن الداي القديم الذي هو واسع، كما أنه يمكن استعمال الأراضي المحيطة به لبناء مسرح جديد إذا اقتضى الأمر ذلك. وهكذا ظل الطلب غير مجاب ولم يبن المسرح.
كان من بين اليهود المقربين إلى الجنرال واحد اسمه ب ... ، وهو رجل لئيم لكنه يجيد التآمر، وتوجد لديه جميع الوسائل الضرورية للتسرب إلى المجتمع يدير المكائد ويقوم بالأعمال الذميمة.
وهكذا أرسل حظي هذا الجنرال إلى وهران، في مهمة لدى الباي، يستخرج منه الفوائد ويجعل منه بقرة حلوبا. ومقابل هذه الخدمات وتلك المحاباة أعطي للسيد بـ ... [1] وسام جوقة الشرف. وعندما قدم رسل تونس إلى الجزائر قدموا إلى السيد كـ ..... (2) هدايا رائعة، أجهل نوعها. كانت مهمة هؤلاء الرسل إمضاء عقد خاص ببيع مقاطعتي قسنطينة ووهران.
كانت المفاوضات حول هذا الموضوع قد ابتدئت من طرف السيدين د ...... (3) وجـ ...... (4) اللذين أرسلهما الجنرال بورمون خاصة لتوزيع [1] و (2) و (3) و (4) نعتقد أن بـ هو بكري وك هو كلوزيل ود دوبيتيوسك صاحب الشرطة، أما جـ .. فلم نتمكن من اكتشافه ولكن يحتمل أن يكون السيد جيراردين.