يجمع الزبدة ويلمها إلى صاحبه في نهاية كل فصل. ومن الفلاحين من يستعمل، أحيانا، الزبدة التي يجمعونها ثم لا يتمكنون من تسليم الكمية الموعودة أو المتفق عليها: وعليه يضطرون إلى تجديد الإلتزامات أو إلى الإستدانة، وهناك من يوفي بالعهد ويستفيد في بعض الأحيان.
يعيش هؤلاء المالكون عيشة معتدلة ومنتظمة، لا يأكلون اللحم إلا في بعض أيام الأسبوع أو في أيام السوق، وفي هذه الأسواق تجتمع القبائل المختلفة لتبيع سلعها ومواشيها. للوصول إليها يمشي المرء ساعتين أو ثلاث ساعات: وان من عادات البلاد ان تتنقل الأسر من بعيد إما لتبيع وإما لتشتري بضاعة أو سلعا مختلفة وتنقل الصوف والزبدة والعسل على البغال، وكذلك تحمل الحيوانات المخصصة للجزائريين. وعلى الرغم من أن صاحب المزرعة يملك الكباش والخرفان والعجول، فانه لا يذبح منها إلا عندما يؤمه ضيف جديد. وهؤلاء السكان هم، ربما، أكرم من القبائل، ومأكولاتهم المبجلة هي الكسكسي والحليب.
الأراضي شديدة الخصب بحيث ان ارتفاع سنابل القمح والشعير يزيد في بعض الأحيان عن قامة رجل. وفي أثناء الحصاد تهمل السنابل القصيرة، ويترك في الحقول كثير من التبن والحبوب ترعاها الماشية فيما بعد، ولذلك فإن الحيوانات تكون دائما سمينة والحليب جيدا وكثيرا.
وفيما يتعلق بوصف خيامهم، لقد سبق ان قلنا أنها من الوبر، وهو قماش مضلع بالأحمر أو بالألوان الأخرى. وتأخذ هذه الخيام شكلها المكور أو المثبت بواسطة أوتاد من الخشب وتقاس ثروة المالك باتساع هذه