responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 212
وكتبت إلى الديوان العزيز فصلا بخبر ملك الألمان عند إرعاب الإرجاف به
قد وصل الخبر بالداهية الدهياء، والغمة الغماء، والنكبة النكباء، والشدة الدهماء، والليلة اليلاء. وهي أن ملك الألمان ومعه ملوك الإفرنجية وحشودها، وقوامصها وكنودها، وأحزاب الشياطين وجنودها، وألوية اللاواء وبنودها. وصل جارا على السماء ذيول قتامه، مجريا في الأرض سيول لهامه. ثاثرا باطلابه لطلاب ثاره، سائرا بخيله ورجله كالسيل إلى قراره.
وأنه في عصائب صلبان في عصبيتها متصلبة، واتباع شياطين لإرضائها متغضبة، وأسراب سراجين على سرح الإسلام متوثبة. وأنه في مئين من الآلاف الألاف تلمنون، وأقطاب الإعطاب الدائرة لدوائر سوئها رحى الحرب الزبون. وقد
أوقدوا للشر شرارا، وأضرموا للشرك الداعي إلى النار نارا. فإن حسرتهم على (قمامتهم) دائمة، وقيامتهم قائمة. والموت يدعوهم إلى المقبرة التي يدعونها، والآجال تلبيهم لمناياهم التي يدعونها.
وكان خبر وصوله متداولا على السنة الأراجيف، وتشيعه أعداء الله من قبل للترهيب والتخويف. واستعدت العساكر الإسلامية للتوجه إلى بلاد الروم في الربيع، ليقع التساعد مع عساكرها على دفع تلك الجموع باتفاق الجميع. وانتظر ورود خبر صحيح، ويقين بأمر صريح. حتى إذا صح الخبر؛ سار العسكر. ثم انقطعت الأخبار، وتمادى الانتظار، ومضت شهور الربيع آذار. ونيسان وأيار.
وكانت كتب سلطان الروم قليج ارسلان وأولاده ورسلهم متواصلة بما ينبئ عن التعاضد، ويبنى أمر الوفاء والوفاق منه على التعاون والتعاقد. وهم بإنهاء ما يصح عندهم، ويزعمون أنهم في رد الواردين وأدائهم مساعدون. فأخلف ذلك الوعد، وضيع ذلك العهد. ووصلت كتبهم بغتة في هذا الأوان، بما تأخر به الخبر عن العيان.
وقالوا: أنهم قد توسطوا بلاد الإسلام، وإنهم على قصد الشام. ثم ورد الخبر بأنهم صالحوهم وصانعوهم، وأخلوا لهم الطريق ووادعوهم. ووسعوا لهم في المضايق، وسعوا في أمن طرقهم من الطوارق. وهذا حادث كارث، وباعث فاجئ فاجع لأهل الحمية في الدين باعث. وناكب لعقود العقول في تعاظم ضرره؛ وتفاقم خطره ناكث.
وقد تعين الجهاد على كل مسلم، وما في الوجود مؤمن يكون له هذا الملم مؤلم. والاهتمام بدفعه من افرض المهام وأهم الفروض، والخادم منفرد في حمل عبء هذا الفادح الباهظ بالنهوض. وهو واثق بأن بركات الدار العزيزة تدركه ولا تتركه، وأن الذي يستبعد من النصر القريب يتسق ويتسع به ومسلكه - إن شاء الله -.

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست