responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 215
وباروني طالب للبوار، واستباري راغب في التبار. وداوى معضل الداء، وتركبولي غير تارك للبلاء. وسرجندي كرا، وفريري غير فرار، وفارس
يفرس الرجال، وراجل يرجل الفرسان الأبطال. وازرق زرقة الموت الأحمر، وأنمشى يمشي واليوم أغبر. وأشقر وهو أشقى، وأبقع إذا غوى في الوغى ما ترك ولا أبقى.
ودخلوا الحيم العادلية وتجاوزوها، وقد كانت أخليت قبل أن يجتازوها. ووقف الملك العادل بطلبه، وعن يمينه ويساره أمراء الميمنة الذين بقربه، مثل: صارم الدين قاسماز النجمي وعز الدين جرديك النوري وجماعة من المعروفين بالشهامة، الموصوفين بالصرامة.
ولبث الملك العادل لبث المخادع المختال، حتى يطلع من العدو على المقاتل. فقادتهم الأطماع إلى الانتشار، وأفضى بهم الاعتزاز إلى الاغترار. فحينئذ بدأ بالحملة ولده الأكبر - شمس الدين مودود، وهو في كل وقعة يحضرها جاد مجدود، فعضده والده، وولده مساعده. وحمل معه العسكر الحاضر، قبل أن يتصل به العساكر. فكسر الفرنج كسرة فرشتهم على الأرض، وذكرت الواقعة العارضة بوقوعهم في النار يوم العرض.
وكانوا قد بعدوا أكثر من فرسخ، وأجفلوا ولم يلتفت أخ إلى أخ. وركبت العادلية أكتافهم، وفلوا فيهم أسيافهم. وعقروهم وعرقوهم، وبجوهم. وحكموا في الرقاب الغلاظ كمهم الرقاق، وضربوا ممن اعنقوا إليهم الأعناق. وأشبعوا اللتوت من لحوم الليوث، وبثوا بعوث المنية في تلك البعوث، حتى رتعت في كلأ الكلى صوار الصوارم، وارعد وابرق بصواعق بوائقهم غمام الغماغم. وتعلقت بذوائبهم ذوائب الذوابل، ووصلت بهم إلى النجاح منى المناصل.
فلم تترك اللهاذم لها ذماء، وغادرنا شلها بالعراء أشلاء. ورأيناها كأنها أعجاز نخل خاوية، وما أحسن أجسام أهل الهاوية وهي هاوية. فكم جثة بلا رأس، وبنية بلا أساس. ونحر قد نحر، ودم قد أنهر. ويد قد بتت، وكبد قد فتت. وعنق قد
قطع، وأنف قد جدع. وودج وجد مفريا، وظهرقد ظهر مبريا. وحلقوم قد حلق، وغلصوم قد فرق. وداوى قد دوى، وبالدم روى. وصليبي كسر صلبه وقلب على صدره قلبه، وحربي أتاه الحرب، وغرب في نبع عينه النبع والغرب.
وكان السلطان قد ركب، وخشي أن جانب الميمنة نكب، وسير جماعة من كماة المماليك والأمراء على مقدمته، وانظر الميسرة لتنهض في خدمته. فوصل إلى الوقعة سنقر الحلبي في العصبة العزيزية، وفاز من الغزوة بالحظوة السنية. وجاء علاء الدين ابن صاحب الموصل في أثناء المعركة فعرف بركة سرعة تلك الحركة، لأنه أخذ حظا وافرا، ولقي من النصرة وجها سافرا. وانقضى الحرب ولم يركب بعد من رجال الميسرة أحد، ولم تمتد منها إلى قتال الكفرة يد.
ووصل السلطان وشاهد من مساءة

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست