responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 49
جلده، وسمح للفرنج بسيده ولبده. وقال لهم لا قعود بعد اليوم، ولا بد لنا من وقم القوم، وإذا أخذت طبرية أخذت البلاد، وذهبت الطراف والتلاد. وما بقى لي صبر، وما بعد هذا الكسر لي جبر.
وكان الملك قد حالفه، فما خالفه، ووافقه فما نافقه، وما حضه فما ماذقه، ووادده فما رادده، واعده فما عاوده، ورحل بجمعه، وبصره وسمعه. وثعابينه وشياطينه، وسراحيبه وسراحينه. واتباع غيه، وأشياع بغيه. فمادت الأرض بحركته، وغامت السماء من غبرته ووصل الخبر بأن الفرنج ركبوا، وثابوا عن ثبات ثيابهم ووثبوا. وعبوا وعبوا. ودبوا حتى يذبوا. وشبوا النار، ولبوا الثار، وقدموا للنزول بالدار البدار. وذلك في يوم الجمعة رابع عشري شهر ربيع الآخر.
فما كذب السلطان الخبر حتى صدق عزمه؛ بما سبق به حكمه، وسرحين أحاط بمسيرهم علمه. وقال قد حصل المطلوب، وكما المخطوب. وجاءنا ما نريد، ولنا بحمد الله الجد الجديد، والحد الحديد، والبأس الشديد، والنصر العتيد. وإذا صحت كسرتهم، وقتلت وأسرت اسرتهم؛ فطبرية وجميع الساحل ما دونها مانع. ولا عن فتحها وازع.
واستخار الله وسار، وعدم القرار. وجاء يوم الجمعة رابع عشري شهر ربيع الآخر والفرنج سائرون إلى طبرية بقضهم وقضيضهم، وكأنهم على اليفاع في حضيضهم. وقد ماجت خضارمهم، وهاجت ضراغمهم، وطارت قشاعمهم، وثارت غماغمهم، وسدت الآفاق غمائمهم، وشاقت ضاربيها جماجمهم.
وهم كالجبال السائرة، وكالبحار الزاخرة. أمواجها ملتطمة، وأفواجها مزدحمة، وفجاجها محتدمة. واعلاجها مصطلمة. وقد جوى الجو، وضوى الضو، ودوى الدو. والفضاء منفض، والقضاء منقض. والثريا قد استزار الثرى، وجر ذيل
الخيل قد برى البرى.
والحوافر الحوافز للأرض حوافر، والفوارس اللوابس في البيض سوافر. وذئاب الذياد وأجلاد الجلاد؛ قد حملوا كل عدة، وكملوا كل عدة.
فرتب السلطان في مقابلتهم اطلابه، وقصر على مقاتلتهم آرابه. وحصل بعسكره قدامهم، ورقب على الحملة أقدامهم. وحجز بينهم وبين الماء، ومنع ذمامهم على الذماء. وحلاهم عن الورد، وصدعهم بالصد. ذاك واليوم قيظ، وللقوم غيظ. وقد وقدت الهاجرة، فوقدتها غير هاجرة، وشربت ما كان في أدواتها فهي على الظمأ غير صابرة. وحجز الليل بين الفريقين، وحجرت الخيل على الطريقين. وبات الإسلام للكفر مقابلا، والتوحيد للتثليث مقاتلا. والهدى للضلال مراقبا، والإيمان للشرك محاربا. وهيئت دركات النيران، وهنئت درجات الجنان، وانتظر مالك واستبشر رضوان.
حتى إذا أسفر الصباح، وسفر الصباح، وفجر الفجر أنهار النهار؛ ونفر النفير غراب الغبار، وانتهبت في الجفون الصوارم؛ والتهبت في الضوامر الضوارم؛ وتيقظت الاوتار؛

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست