responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 72
سرائرهم. واستورى زندهم، واستعلم ما عندهم. وراوضهم على المصلحة المترجحة، وفاوضهم في المصالحة المربحة. وقال إن الفرصة قد أمكنت فتحرص في انتهازها. وأن الحصة قد حصلت ونستخير الله في إحرازها. وإن فأنت لا تستدرك، وإن أفلتت لا تملك. فقالوا قد خصك الله بالسعادة، وأخلصك لهذه العبادة. ورأيك راشد، وعزمك لضالة النصر ناشد، وأمرك لأشتات المنائح وأسباب المناجح حاشد، وكلنا لك في اغتنام فتح هذا الموضع الشريف مناشد.
واستقر بعد مراودات ومعاودات؛ ومفاوضات وتفويضات؛ وضراعات من القوم وشفاعات؛ على قطيعة تكمل بها الغبطة، وتحصل منها الحوطة. واشتروا بها منا أنفسهم وأموالهم، وخلصوا بها رجالهم ونساءهم وأطفالهم. على أنه من عجز بعد أربعين يوما عما لزمه؛ أو امتنع منه وما سلمه؛ ضرب عليه الرق، وثبت في تملكه لنا الحق. وهو عن كل رجل عشرة دنانير، وكل امرأة خمسة، وكل صغير أو صغيرة ديناران. ودخل ابن بارزان والبطرك ومقدما الداوية والاسبتار في الضمان.
وبذل ابن بارزان ثلاثين ألف دينار عن الفقراء، وقام بالأداء ولم ينكل عن الوفاء فمن سلم خرج من بيته آمنا. ولم يعد إليه ساكنا.
وسلموا البلد يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب على هذه القطيعة، وردوه بالرغم رد الغضب لا الوديعة. وكان فيه أكثر من مائة ألف إنسان، من رجال
ونساء وصبيان. فأغلقت دونهم الأبواب، ورتب لعرضهم واستخراج ما يلزمهم النواب، ووكل باب أمير ومقدم كبير. ويحصر الخارجين، ويحصى الوالجين. فمن استخرج منه خرج، ومن لم يقم بما عليه قعد في الحبس وعدم الفرج.
ولو حفظ هذا المال حق حفظه؛ لفاز منه بيت المال بأوفر حظه. لكنما تم التفريط، وعم التخليط. فكل من رشا مشى، وتنكب الأمناء نهج الرشد بالرشا. فمنهم من أدلى من السور بالحبال، ومنهم من حمل مخفيا في الرحال. ومنهم من غيرت لبسته فخرج بزي الجند، ومنهم من وقعت فيه شفاعة مطاعة لم تقابل بالرد.
وكانت في القدس ملكة رومية مترهبة. في عبادة الصليب متصلبة، وعلى مصابها به ملتهبة، وفي التمسك بملتها متصعبة متعصبة. أنفاسها متصاعدة للحزن، وعبراتها متحدرة تحدر القطرات من المزن. ولها حال ومال وأشياء وأشياع، ومتاع واتباع. فمن عليها السلطان وعلى كل من معها بالافراج، وأذن في إخراج كل مالها في الأكياس والإخراج. فراحت فرحى، وأن كانت من شجنها قرحى.
وكانت زوجة الملك المأسور - ابنة الملك أماري - مقيمة في جوار القدس مع مالها من الخدم والخول والجواري. فخلصت هي بمن معها ومن تبعها. من ادعى انه ممن صحبها وشيعها. وكذلك الابرنساسة ابنة فيليب ام هنفري؛ أعفيت من الوزن، وتوفر

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست