responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 1  صفحه : 123
حصن منيع على مرحلة من مَدِينَة حماة فحصرها منتصف شعْبَان وَنصب عَلَيْهَا ثَمَانِيَة عشر منجنيقا وَأرْسل صَاحبهَا أَبُو العساكر سُلْطَان بن عَليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ إِلَى زنكي يستنجده فَنزل على حماة فَكَانَ يركب كل يَوْم فِي عساكره ويسير إِلَى شيزر بِحَيْثُ يرَاهُ ملك الرّوم وَيُرْسل السَّرَايَا يتخطف من يخرج من عساكرهم لِلْمِيرَةِ والنهب ثمَّ يعود آخر النَّهَار وَكَانَ الرّوم والإفرنج قد نزلُوا على شَرْقي شيزر فَأرْسل إِلَيْهِم زنكي يَقُول لَهُم إِنَّكُم قد تحصنتم بِهَذِهِ الْجبَال فاخرجوا عَنْهَا إِلَى الصَّحرَاء حَتَّى نَلْتَقِي فَإِن ظفرتم أَخَذْتُم شيزر وَغَيرهَا وَإِن ظَفرت بكم أرحت الْمُسلمين من شركم وَلم يكن لَهُ بهم قُوَّة لكثرتهم وَإِنَّمَا كَانَ يفعل هَذَا ترهيبا لَهُم فَأَشَارَ الفرنج على ملك الرّوم بلقائه وقتاله وهونوا أمره فَقَالَ لَهُم الْملك أتظنون أَن مَعَه من العساكر مَا ترَوْنَ وَله الْبِلَاد الْكَثِيرَة وَإِنَّمَا هُوَ يريكم قلَّة من مَعَه لتطمعوا وتصحروا لَهُ فَحِينَئِذٍ ترَوْنَ من كَثْرَة عسكره مَا يعجزكم
وَكَانَ أتابك زنكي مَعَ هَذَا يراسل فرنح الشَّام ويحذرهم ملك الرّوم وَيُعلمهُم أَنه إِن ملك بِالشَّام حصنا وَاحِدًا أَخذ الْبِلَاد الَّتِي بِأَيْدِيهِم مِنْهُم وَكَانَ يراسل ملك الرّوم يتهدده ويوهمه أَن الفرنج مَعَه فاستشعر كل وَاحِد من الفرنج وَالروم من صَاحبه فَرَحل ملك الرّوم عَنْهَا فِي رَمَضَان وَكَانَ مقَامه عَلَيْهَا أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا وَترك المجانيق والآت الْحصار بِحَالِهَا فَسَار زنكي خَلفهم فظفر بطَائفَة مِنْهُم فِي ساقة الْعَسْكَر فغنم مِنْهُم وَقتل وَأسر وَأخذ جَمِيع مَا خلفوه وَرَفعه إِلَى قلعة حلب {وَكفى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال}
وَكَانَ الْمُسلمُونَ بِالشَّام قد اشْتَدَّ خوفهم وَعَلمُوا أَن الرّوم إِن ملكوا

نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست