responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 1  صفحه : 427
كريم الْورْد والصدر عديم النظير فِي سَعَة نفس لم يُروْ فِي كتب الْأَوَّلين أَن أحدا من الوزراء اتسعت نَفسه ومروءته لما اتسعت لَهُ نفس جمال الدّين فَلَقَد كَانَ عَظِيم الفتوة كَامِل الْمَرْوَة
قَالَ ابْن الْأَثِير حكى لي جمَاعَة عَن الشَّيْخ أبي الْقَاسِم الصُّوفِي وَهُوَ رجل من الصَّالِحين كَانَ يتَوَلَّى خدمَة جمال الدّين فِي محبسه قَالَ لم يزل الْجمال مَشْغُولًا بِأَمْر آخرته مُدَّة حَبسه وَكَانَ يَقُول كنت أخْشَى أَن أُنقل من الدست إِلَى الْقَبْر قَالَ فَلَمَّا مرض قَالَ لي بعض الْأَيَّام يَا أَبَا الْقَاسِم إِذا جَاءَ طَائِر أَبيض إِلَى الدَّار فعرِّفني فَقلت فِي نَفسِي قد اخْتَلَط الرجل
فَلَمَّا كَانَ الْغَد أَكثر السُّؤَال عَن ذَلِك الطَّائِر وَإِذا طَائِر ابيض لم أر مثله قد سقط فَقلت لَهُ جَاءَ الطَّائِر
فَاسْتَبْشَرَ ثمَّ قَالَ جَاءَ الْحق
وَأَقْبل على الشَّهَادَة وَذكر الله تَعَالَى وَتُوفِّي
فَلَمَّا توفّي طَار ذَلِك الطَّائِر
قَالَ فَعلمت أَنه رأى شَيْئا فِي مَعْنَاهُ
وَدفن بالموصل نَحْو سنة وَكَانَ قد قَالَ للشَّيْخ أبي الْقَاسِم إِن بيني وَبَين أَسد الدّين شيركوه عهدا من مَاتَ منا قبل صَاحبه حمله الْحَيّ إِلَى الْمَدِينَة على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فدفنه بهَا فِي التربة الَّتِي عملتها فَإِن أَنا مت فَامْضِ إِلَيْهِ وَذكره
فَلَمَّا توفّي سَار الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم إِلَى أَسد الدّين فِي هَذَا الْمَعْنى فَأعْطَاهُ مَالا صَالحا ليحمله بِهِ إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة وَأمر أَن يحجّ مَعَه جمَاعَة من الصُّوفِيَّة وَمن يقْرَأ بَين يَدي تابوته عِنْد النُّزُول والرحيل وقدوم مَدِينَة تكون فِي الطَّرِيق وينادون فِي الْبِلَاد الصَّلَاة على فلَان فَفَعَلُوا ذَلِك فَكَانَ يصلى عَلَيْهِ فِي كل مَدِينَة خلق كثير فَلَمَّا كَانَ فِي الْحِلَّة اجْتمع النَّاس للصَّلَاة عَلَيْهِ فَإِذا شَاب قد ارْتَفع على مَوضِع عَال ونادى بِأَعْلَى صَوته

نام کتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية نویسنده : المقدسي، أبو شامة    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست