responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 105
الذين لا زالوا يعظمون الخلافة العبيدية حيث خذلوه في أكثر من موقع, وتقريب المعز لعبيده مما أوغر نفوس صنهاجة وزناتة عليه.
وعندما استقر المعز في المهدية فوض أمر الدولة وشئون الحكم لابنه تميم الذي آنس فيه والده حسن التصرف وأصالة الرأي.
وبقى هذا المجاهد العظيم في ضيافة ابنه إلى أن توفاه الله سنة 453هـ.
ويشهد التاريخ الإسلامي البربري أن له الفضل بعد الله في القضاء على عقائد الباطنية الإسماعيلية في الشمال الإفريقي, وكان درعًا حصينًا لمنهج أهل السنة وقدمهم في دولته وكلفه ذلك ثمنًا باهظًا من قبل أعدائه.
كما يشهد التاريخ للمعز بن باديس وأتباعه من البرابرة أنهم تبنوا منهج أهل السنة والجماعة, وربطوا شمالهم الإفريقي بالخلافة الشرعية العباسية في بغداد, ويشهد التاريخ أن المعز أصبح علمًا من أعلام المسلمين ورمزًا من رموزهم, ودخل تاريخهم من أوسع أبوابه مسجلاً أعمالاً عظيمة, ونرجو من الله أن تكون في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ذكر ابن الأثير في أحداث سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وفاة المعز بن باديس وولاية ابن المعز فقال: «في هذه السنة توفى المعز بن باديس, صاحب إفريقية, من مرض أصابه, وهو ضعف الكبد, وكانت مدة ملكه سبعًا وأربعين سنة, وكان عمره لما ملك إحدى عشرة سنة, وقيل: ثماني سنوات وستة أشهر.
وكان رقيق القلب, خاشعًا, متجنبًا لسفك الدماء إلا في حدٍّ حليمًا يتجاوز عن الذنوب العظام, حسن الصحبة مع عبيده وأصحابه, مكرمًا لأهل العلم, كثير العطاء لهم, كريمًا, وهب مرة ألف دينار للمستنصر الزناتي وكان عنده وقد جاء هذا المال, فاستكثره, فأمر به فأفرغ بين يديه, ثم وهبه له, فقيل له: لم أمرت بإخراجه من أوعيته؟ قال: لئلا يقال: لو رآه ما سمحت نفسه به, وكان له شعر حسن.

نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست