responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 143
وكانت موقعة حطين سنة 583هـ وركب الصليبيين النصارى غم وهم وحزن ورعب, وزحفت جيوش الناصر صلاح الدين تحرر مدن المسلمين, وتذل النصارى الحاقدين, وتخلص أسرى المسلمين من الأسر الذي طال أمده, وأرسل السلطان صلاح الدين أعيان الفرنج ومن لم يقتل من رؤوسهم, وبصليبهم الذي كانوا يحملونه في حروبهم ويزعمون أن المسيح عليه السلام صلب عليه والمسمى عندهم صليب الصلبوت بصحبة القاضي ابن أبي عصرون إلى دمشق ليودعوا في قلعتها, فدخل الصليب منكسًا وكان يومًا مشهودًا.
وسار السلطان إلى قلاع النصارى ومدنهم فحرر قلعة طبرية, ثم خلص عكا من النصارى وفك أسرى المسلمين منها وكانوا أربعة آلاف مسلم ثم صيدا وبيروت ثم عسقلان ونابلس ثم بيسان وأرض الغور, فملك ذلك كله.
وأمر السلطان جيوشه أن ترتاح في هذه الأماكن ويستعدوا لفتح القدس, وطار في الناس الخبر, وعلموا عزم السلطان على ذلك فقصده العلماء والصالحون من أماكن عديدة تطوعًا, وجاؤوا إليه كجنود في خدمته الميمونة [1].
وبدأت بشائر التحرير بزحف جيوش صلاح الدين نحو بيت المقدس الذي استمر ثنتين وتسعين سنة تحت سيطرة النصارى الحاقدين, وضربت جيوش الناصر صلاح الدين الحصار المحكم على بيت المقدس واستمر حصارها.
وتذكر كتب التاريخ أن صلاح الدين عندما سار إلى بيت المقدس وصلته رسالة من أحد المأسورين في القدس فيها أبيات على لسان المسجد الأقصى:
يا أيها الملك الذي ... لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة ... تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت ... وأنا على شرفي منجس (2)

[1] انظر: الروضتين (ج2/ 78).
(2) انظر: صلاح الدين بطل حطين, لعبد الله علوان, ص (75).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست