نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 205
الدولة العثمانية والدول الأوروبية بصفة عامة [1].
لم يستطع ملك فرنسا ان يلتزم بالعهود مع الدولة العثمانية بسبب الرأي العام النصراني، فيضطر الى التراجع ونقض العهود ثم يعود من جديد فيستجدي عطف وتأييد العثمانيين من جديد فيثور عليه الرأي العام والحقيقة التاريخية تقول أنه لا يمكن للصليبيين أعداء الاسلام أن يتخلى بعضهم عن بعض أمام تحدِّيه القوى لهم وإن كانوا مختلفين ظاهرياً تبعاً للمصالح والأهواء.
وإن أعداء الاسلام من الصليبيين الحقادين لا أحلاف ولا مواثيق لهم في تعاملهم مع المسلمين كما يبين لنا الله عز وجل في كتابه الكريم. وحينما تتبين لهم بادرة ضعف عند المسلمين فإنهم سرعان مايقوى ساعدهم كي يجهزوا عليهم وهم في الوقت نفسه لايسمحون لحاكم منهم مهما كان اتجاهه او وضعه أن يتعاون مع المسلمين وأنه مهما اختلفت المصالح فهم جميعاً يتفقون في محاربة هذا الدين وتقتيل أهله في كل زمان ومكان [2].
لقد كانت تلك الامتيازات التي أعطيت للدولة الفرنسية أول إسفين يدق في نعش الدولة العثمانية ظهرت آثاره البعيدة فيما بعد.
وفي أواخر أيام الدولة العثمانية صارت دول أوروبا النصرانية تتدخل في شؤونها تحت حماية الامتيازات وللدفاع عن نصارى الدولة الذين كانوا يعدون رعايا للدول الأجنبية وخاصة في بلاد الشام [3]. [1] انظر: موقف أوروبا من الدولة العثمانية'، ص48. [2] انظر: تاريخ الدولة العثمانية، د. علي حسون، ص75. [3] انظر: قراءة جديدة في تاريخ العثمانيين، ص77، 78.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 205