نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 223
المبحث الخامس
المجاهد الكبير حسن آغا الطوشي
اشتغل خير الدين بربروسا بحكم منصبه قبودان باشا بالعمل في الأسطول العثماني وبدأ نشاطه في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، بينما استمر حسن آغا الطوشي في منصبه المستخلف عليه نائب البيلر بك يعمل على قهر القرصنة الأوربية فأبلى في سبيل ذلك البلاء الحسن، وصار شخصه في الجزائر مثالاً بارزاً في البطولة والتضحية الإسلامية في سبيل الدفاع عن بلاد الإسلام في الشمال الإفريقي فاكتسب الجزائر مهابة وجلالاً وجعلت الأمم المسيحية تهرع على عاهلها الأكبر الإمبراطور شارل الخامس مستنجدة بسلطانه منضوية تحت لوائه، ومن بينها البابا بول الثالث، وقد حاول شارل الخامس 946هـ/1539م عقد هدنة مع خير الدين إلا أنه خاب أمله [1]، مثل ما خاب في محاولته السابقة عندما عرض على خير الدين سراً الاعتراف به حاكماً لشمال افريقيا مقابل جزية بسيطة، إذ كان شارل الخامس يأمل في قيام تحالف اسباني جزائري يجابه به التحالف الفرنسي العثماني ويعمل على فصل شمال افريقيا عن استنبول على أمل أنه إذا تحقق ذلك فلن تستطيع شمال افريقيا إبداء مقاومة قوية يكون من السهل سقوطها [2].
انهمك حسن آغا الطوشي في توطيد الأمن، ووضع الأسس للإدارة المستقرة ومحاولة جمع أطراف البلاد حول السلطة المركزية الجزائرية [3]، فأخضع مدينة مستغانم لدولته ثم تقدم نحو الجنوب الشرقي فاستولى على عاصمة الزاب بكرة وملحقاتها، وشيد هناك حصناً وأقام به حامية.
ركب الجيش العثماني في شهر جمادي الأول 949هـ/ سبتمبر 1539م البحر، وكان قوامه 1300 رجل، على ظهر ثلاث عشرة سفينة واندفعوا عنها من الاسبان نزل حسن آغا [1] انظر: تاريخ الجزائر العام، عبد الرحمن الجيلالي (3/ 62،63). [2] انظر: تاريخ الجزائر الحديث، ص35. [3] انظر: حرب الثلاثمائة سنة، ص279.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 223