نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 230
المبحث السادس
المجاهد حسن خير الدين بربروسة
شرع حسن بن خير الدين حال وصوله، ليستعد للجهاد ومواجهة المسيحيين، فعمل على تحصين مدينة الجزائر، وذلك في المناطق التي أظهر هجوم شارل الخامس عن ضعفها، كما أخذ يعمل على توطيد النظام في الجزائر وبين صفوف الجيش، ثم انصرف إلى حل مشكلة تلمسان، إذ تبين له أن بقاء الأسرة الزيانية ووجود الاسبان في وهران يعيقان حل المشكلة [1].
كان حاكم تلمسان (أبو زيان) أحمد الثاني قد تولى الحكم بدعم من العثمانيين، غير أنه مالبث أن خضع لمؤامرات خارجية وانساق في تيارها وأخذ يتقرب من الاسبان، مما أدى إلى كره الأهالي له وقرروا خلعه عن العرش ومبايعة أحد أخوته (الحسن) فتوجه أبو زيان إلى وهران طالباً للدعم من الاسبان، مقدماً لهم التعهدات بأن يحفظ على ولائه لهم، فقرر حاكم وهران انتهاز هذه الفرصة، فجهز جيشاً، وانضم اليه جموع الخاضعين للاسبان من بني عامر وفليتة وبني راشد وعلى رأسهم القائد المنصور من بو غنام، وتقدموا إلى تلمسان لابعاد الحسن، واعادة تنصيب أبو زيان على عرش المدينة، وما أن علم حسن بن خير الدين بتحرك القوة الاسبانية، حتى قاد الجيش الإسلامي في تلمسان ليمنع الاسبان من الوصول إلى هدفهم، وتمكن حسن بن خير الدين من ذلك، ودعم حليفه الملك حسن في تلمسان [2]، الذي اعترف بسلطة الدولة العثمانية كما ترك الباشا حسن بن خير الدين حامية عثمانية بقيادة القائد محمد في قلعة المشوار في تلمسان، إلا أنه مع ذلك ظل نفوذ الدولة العثمانية مهتزاً خارج تلمسان، بسبب مضايقات بعض القبائل المجاورة بقيادة المزوار بن بوغنام، الذي يرغب في مساندة زوج ابنته الأمير مولاي أحمد، حليف الاسبان [3]. قامت الدولة العثمانية بدعم السلطان الشريف السعدي بنحو عشرين ألف مجاهد، فالتفوا حوله، [1] انظر: تاريخ الجزائر الحديث لمحمد فارس، ص38،39. [2] انظر: الجزائر والحملات الصليبية، ص21 - 22. [3] انظر: جهود العثمانيين، ص329.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 230