نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 243
وعلى المسيحية جمعاء فأنا لا أتردد في قبول طلب الشريف وأرسل إليه ابني رهينة حتى لو كنت على يقين أنه يريد أن يذبحه بل أنني وجميع من حولي مستعدين لتقديم أنفسنا كرهائن حتى لو كان الشريف يريد بيعنا عبيداً .... ) [1]. ثالثاً: المخابرات العثمانية تكتشف المؤامرة:
أطلع صالح ريس على تلك المؤامرة التي كانت تحاك ضد الدولة العثمانية بين ملك المغرب والاسبان والتي كان هدفها طرد العثمانيين من الجزائر، لأنه طالما أن الدولة في الجزائر معناه خطر على اسبانيا، فبعث صالح ريس للباب العالي يخبره بشأن تلك المحادثات، فكان جواب السلطان سليمان سريعاً وحاسماً بوجوب مهاجمة وهران قبل أن تستمر المحادثات بين الجانبين السعدي والاسباني عن نتيجة عملية، فأرسل السلطان سليمان أربعين سفينة لمساعدته في الاستيلاء على وهران والمرسى الكبير، ومنذ ذلك الوقت كانت الهجرة والتجنيد الطوعي من مختلف أنحاء الدولة العثمانية هي التي تغذي الأوجاق، الذي كان تبعاً لذلك يتجدد على الدوام [2].
رابعاً: وفاة صالح ريس:
استعد صالح ريس لفتح وهران، وضم اسطوله الى جانب أسطول السلطان وصار لديه نحو سبعين سفينة، واجتمع لديه من الجند ما يقارب من اربعين ألف جندي، وكان ينوي من اتمام زحفه هذا بالمسير الى مراكش للقضاء على الفتن والاضطرابات واخضاعها لسلطانه، ولكن القدر لم يمهله فتوفى صالح ريس بالطاعون في شهر رجب 963هـ/1556م عن عمر سبعين سنة [3].
إن الدولة العثمانية سعت الى ضم المغرب في نطاق توحيد البلاد الاسلامية والوقوف بها صفاً واحداً ضد الهجمات المسيحية، ذلك أن استقراره في قواعد بحرية تنتشر على طول سواحل المغرب الأقصى المطلة على المحيط الاطلسي، يعني في حقيقة الأمر نجاح الأساطيل العثمانية في اعتراض الطرق البرية للبرتغال أو اسبانيا مع العالم الجديد والشرق، من هنا نرى أن نجاح الفكرة كان يعتمد اساساً على وصول العثمانيين الى تلك السواحل ليشاركهم في ذلك المجاهدون الذين عملوا سنوات طويلة تحت أمرة أمراء البحر العظام، أمثال خير الدين [1] انظر: حرب الثلاثمائة سنة، ص364 - 365. [2] انظر: تاريخ الجزائر الحديث، ص81. [3] تاريخ الجزائر العام للجيلالي (3/ 88 - 89).
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 243