نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 280
نقلت الدولة العثمانية بعد فتحها لقبرص عدداً كبيراً من سكان الأناضول الذين لايزال أحفادهم مقيمين في الجزيرة، ورغم ترحيب القبارصة الارثوذكس بالحكم العثماني، الذي انقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته البندقية لعدة قرون، إلا أن احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية [1].
رسى الأسطول العثماني بعد انتهاء مهمته في ابنانجني وانصرف معظم جنوده بمناسبة حلول موسم الشتاء، حيث تتوقف ساحة المعارك في مثل هذا الوقت من السنة، والاستعداد للسنة المقبلة [2].
رابعاً: معركة ليبانتي (3)
ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوروبية، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ البابا بيوس الخامس (1566 - 1572م) يسعى من جديد لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية [4] وقد كتب يقول " ... إن السلطنة التركية قد تبسطت تبسطاً هائلاً بسبب نذالتنا " [5] عقد البابا بيوس الخامس وفيليب الثاني ملك اسبانيا وجمهورية البندقية معاهدة في أوائل 979هـ/ مايو 1571م، تعهدوا فيه بالقيام بهجوم بحري ضد العثمانيين شارك في الحلف كذلك بعض المدن الايطالية، وذلك بعد تحريك بيوس الخامس لروح التحالف، فارتبطت توسكاني وجنوة، وسافوي، وبعض الايطاليين في الحلف المقدس [6]، وأرسل البابا إلى ملك فرنسا يريد العون: فاعتذر شارل التاسع بحجة ارتباطه بمعاهدات مع العثمانيين، فأجابه البابا طالباً منه التحلل من مواثيقه هذه ولم تمض سوى أيام قليلة حتى نقض الامبراطور عهوده ومواثيقه التي أبرمها مع العثمانيين واتجه نحو إيفان ملك الروس يطلب إجابته نفير الحرب ووجد تباطؤاً عند ملك بولونيا واختير (دون جوان) النمساوي قائداً للحملة وجاء في أحد بنود المعاهدة النصرانية: " إنَّ البابا بيوس الخامس وفيليب ملك إسبانيا وجمهورية البندقية يعلنون الحرب الهجومية والدفاعية على الأتراك لأجل أن يستردوا [1] انظر: في أصول التاريخ العثماني، ص146 - 147. [2] انظر: فلسفة التاريخ العثماني لمحمد جميل بيهم، ص142.
(3) تقع في الطرف الشمالي للفم الغربي لخليج كورنث في اليونان اليوم. [4] انظر: حرب الثلاثمائة سنة، ص396. [5] تاريخ الدولة العثمانية، ص125. [6] انظر: جهود العثمانيين، ص452.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 280