responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 290
ثم ذكر أهم أعمال السلطان سليم الثاني التي تدل على نفي التهم التي ألصقت به وتقدم بنصيحة إلى أساتذة التاريخ الذين لايتحرون الصدق والأمانة العلمية فقال: " نصيحة إلى أولئك الذين لايتحرون الحقيقة، ويرمون الناس في دينهم وخلقهم دون بينة أو دليل، أن يتبينوا وليضعوا في الاعتبار أن القذف جريمة، وعليه تقام الحدود، آمل أن ينتبه أساتذة التاريخ ويتورعوا على إيراد أي شبهة أو تهمة تتصل بأي شخص دون دليل أو بينة.
وليضعوا في الاعتبار أن الله يزن الحسنات، ويزن السيئات، ولايزن السيئات فقط دون الحسنات، والمؤرخ يجب أن يستشعر هذا، ويدرك أن الكلمة أمانة وهي شهادة أمام الله عزوجل - ومن هنا يلزمه التأكد من الخير قبل أن يورده في كتابه) [1].
إن الدارس لتاريخ الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثاني يدرك مدى القوة والهيمنة التي كانت عليها الدولة " طلب نائب البندقية الصليبية في " استانبول " - في أعقاب معركة ليبانتو، وتحطم الأسطول العثماني مقابلة الصدر الأعظم، " محمد صوقلو باشا " ليسبر غوره ويقف على اتجاهات السياسة العليا للدولة العثمانية تجاه البندقية، وقد بادره الصدر الأعظم قائلاً: إنك جئت بلا شك تتحسس شجاعتنا وترى أين هي، ولكن هناك فرق كبير بين خسارتكم وخسارتنا، إن استيلاءنا على جزيرة " قبرص " كان بمثابة ذراع قمنا بكسره وبتره، وبإيقاعكم الهزيمة بأسطولنا لم تفعلوا شيئاً أكثر من حلق لحانا، وإن اللحية لتنمو بسرعة وكثافة تفوقان السرعة والكثافة اللتين تنبت بهما في الوجه لأول مرة " [2]. وقد قرن الصدر الأعظم قوله بالعمل الفوري الجاد، وإنصافاً للسلطان سليم الثاني فإنه قد أبدى تحمساً شديداً لإعادة بناء الأسطول العثماني، فقد تبرع بسخاء من ماله الخاص لهذا الغرض كما تنازل عن جزء من حدائق القصر السلطاني لتبني فيه أحواض السفن للتعجيل بإنشاء وحدات بحرية جديدة، واستطاع الأسطول الجديد أن يعاود جولاته في البحر المتوسط [3].
إن هذا الموقف يؤكد أن الإدارة القوية ليست مجرد حماس، وإنما لابد وأن يقترن ذلك بالعمل الجاد الذي أثمر إعادة بناء الأسطول في فترة وجيزة، وفي هذا دليل أيضاً على الرخاء الذي كانت تعيش فيه الأمة، مافرضت الضرائب، وماصودرت أموال، ولاقالوا موتوا جوعاً

[1] انظر: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ، جمال عبد الهادي، ص65.
[2] انظر: الدولة العثمانية دولة اسلامية (1/ 678).
[3] المصدر السابق نفسه (1/ 677،678).
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست