نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 309
الذي سار على نهج ابيه، وسمح للنصارى في استانبول ببناء ماتهدم من كنائسهم، وأحسن إليهم [1] وعاقب بأشد العقاب كل من عرض لهم في إقامة شعائر دينهم حتى استمال جميع مسيحي الدولة، وكانت نتيجة معاملة المسيحيين بالعدل أن ثار أهالي موره الأورام على البنادقة الكاثوليك، وطردوا جيشها من بلادهم بسبب إضطهادهم وإجبارهم على المذهب الكاثولوليكي. ودخلوا في حماية الدولة العثمانية مختارين طائعين لعدم تعرضها لديانتهم مطلقاً [2].
هذه شهادة من أبناء النصارى على سماحة الاسلام الذي مانعمت البشرية بنعمة الأمن والطمأنينة على الدين والعرض والمال والدم إلا في ظله؛ لأن القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين علمتهم ذلك، قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} (سورة الممتحنة: آية 8).
وشاء الله تعالى أن يختار الصدر الأعظم شهيداً في ساحة الوغى وهو ينافح عن حرمات الدين في أحد المعارك ضد النمسا الصليبية عام 1102هـ [3].
وفاة السلطان سليمان الثاني:
في 26 رمضان سنة 1102هـ الموافق 23 يونيو 1691م توفي السلطان سليمان الثاني عن غير عقب وعمره 50 سنة بعد أن حكم ثلاث سنوات وثمانية أشهر ودفن في تربة جده السلطان سليمان الأول وتولى بعده أخوه [4]. سابعاً: السلطان أحمد الثاني (1102 - 1106هـ/1690 - 1694م):
تولى الحكم عام 1102هـ بعد وفاة أخيه سليمان الثاني، واستشهد في زمنه الصدر الأعظم مصطفى كوبر يللي الذي كان عظيم النفع للدولة العثمانية، وتولى بعده الصدر الاعظم جي علي باشا عريجي وكان ضعيفاً، واحتلت البندقية بعض جزر بحر إيجة، ولم تطل أيام السلطان وتوفي عام 1106هـ/1694م وكان القتال في أيامه القصيرة عبارة عن مناوشات، وتولى الحكم بعده ابن أخيه وهو مصطفى الثاني بن محمد الرابع [5]. [1] المصدر السابق نفسه، ص74. [2] انظر: تاريخ الدولة العلية، ص306. [3] انظر: الدولة العثمانية، د. جمال، ص75. [4] انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص306. [5] انظر: الدولة العثمانية في التاريخ الاسلامي، ص115.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 309