نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 312
بأهمية التعرف على أوروبا، لذا فإنه أقام اتصالات منتظمة بالسفراء الأوروبيين المقيمين بالآستانة، وأرسل السفراء العثمانيين الى العواصم الأوروبية، وبخاصة فينا وباريس للمرة الأولى. وكانت مهمة هؤلاء السفراء لا تقتصر على توقيع الاتفاقات التجارية والدبلوماسية الخاصة بالمعاهدات التي سبق توقيعها، بل أنه طلب منهم تزويد الدولة بمعلومات عن الدبلوماسية الأوروبية وقوة أوروبا العسكرية. وكان معنى ذلك فتح ثغرة في الستار الحديدي العثماني والاعتراف بالأمر الواقع الخاص بأنه لم يعد بإمكان العثمانيين تجاهل التطورات الداخلية التي كانت تحدث في أوروبا [1].
وقد بدأ التأثر بأوروبا في مجال بناء القصور والإسراف والبذخ اللذين شارك فيهما السلطان أحمد ذاته بنصيب كبير، مما جعل الأغنياء وعلية القوم يسعون الى اقتباس العادات الأوروبية الخاصة بالاثاث وتزيين الدور وبناء القصور وإنشاء الحدائق [2].
لقد بدأ ظهور تقليد الغرب في شهواتهم وإسرافهم تظهر للعيان وطبيعي أن تمضي فيهم سنة الله تعالى قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (سورة الأعراف: آية 96).
وقال تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرنها تدميراً} (سورة الاسراء: آية 76).
وسجلت هذه الفترة بداية الحركة الأدبية العثمانية الحديثة فنشطت حركة الترجمة الى اللغة التركية، كما أرسل السلطان أحمد مبعوثين الى فرنسا للاطلاع على المصانع ومنجزات الحضارة الفرنسية. كما تم إنشاء مكتب للطباعة في استانبول [3].
عاشراً: السلطان محمود الأول (1143 - 1168هـ/1730 - 1758م):
تولى الحكم بعد ان هدأت الأحوال بسبب اضطرابات الانكشارية فقرر السلطان محمود الأول استقدام مستشار أوروبي فرنسي للشؤون العسكرية واسمه الكسندر الكونت دي بونفال، وقد عهد إليه بإحياء فرقة المدفعية، وادخلت أنظمة جديدة للخدمة العسكرية على أسس فرنسية ونمسوية بهدف جعل الخدمة العسكرية من جديد مهنة حقيقية وذلك بتوفير المرتبات والمعونات. واقترح توزيع فرق الانكشارية الى وحدات صغيرة يقودها ضابط شاب، غير أن الانكشارية عارضوا تنفيذ هذه الخطة وأوقفوها، مما أدى الى تركيز بونفال [1] انظر: في أصول التاريخ الاسلامي، ص159. [2] انظر: الدولة العثمانية، د. اسماعيل باغي، ص119. [3] انظر: الدولة العثمانية، د. اسماعيل باغي، ص119.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 312