نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315
كما هاجم الروس مدينة طرابزون وفشلوا في احتلالها، ولكنها (روسيا) نجحت في اقتحام بلاد القرم والسيطرة عليها وذلك عام 1185هـ/1771م. ثم جرت مفاوضات الصلح ولكنها فشلت بسبب مطالب روسيا التعسفية، وعادت الحرب وانتصر العثمانيون [1].
الإهتمام بدعم الثورات الداخلية:
لقد ظهر التآمر الروسي الصليبي ضد ديار الدولة العثمانية واضحاً وقاموا بمحاولة تمزيق الدولة من الداخل، فقد دفعوا والي مصر من قبل دولة الخلافة، وهو "علي بك الكبير" الذي لقب بشيخ البلد الى الخروج على الدولة العثمانية عام (1183هـ/1770م)، ففعل، وأمر بأن يخطب باسمه على المنابر.
وفي جزيرة (باروس) تم لقاء بين الصليبيين الروس ومبعوثين من قبل (علي بك الكبير) وتم التخطيط الماكر لتدمير الدولة العثمانية من الداخل، يكون فيها علي بك الكبير هو مخلب القط ومعه طاهر العمر والي مدينة عكا من قبل العثمانيين وبناء عليه قاد علي بك أبناء مصر المسلمين لقتال القوات العثمانية في بلاد الشام ودخل "سورية" عنوة في عام 1185هـ، بل إنه دخل دمشق، وصيدا وحاصر "يافا" بمساعدة طاهر العمر، بل إن الروس حينما قامت قوات الدولة العثمانية بمحاصرة صيدا، عاونوا عميلهم في رفع الحصار ومده بالأسلحة واستولوا على بيروت عام 1186هـ.
وجاء الوقت الذي أسر فيه علي بك الكبير، وتوفي في أسره، وقتل الخائن الآخر طاهر العمر بعد حصار عكا، وذلك على يد محمد بك الشهير بأبي الذهب [2].
إن الصليبية النصرانية عندما عجزت عن مقاتلة الدولة العثمانية في جبهات الوغى لجأت الى تفجير الدولة من الداخل عبر ضعفاء النفوس ممن ينتسبون الى الاسلام ويظهرون شعائره وأضاعوا مفهوم الولاء والبراء في بحر شهواتهم وأطماعهم وإلا كيف يكون ذلك والله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق} (سورة الممتحنة: آية [1]).
وقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (سورة آل عمران: آية 28). [1] انظر: الدولة العثمانية، د. اسماعيل ياغي، ص122. [2] انظر: الدولة العثمانية، د. جمال عبد الهادي، ص80.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315