responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 322
البدء بإعادة بناء الجيش وأصدر أوامره للصدر الأعظم باتخاذ اللازم نحو تطوير الجيش ومتابعة الجهود في سبيل الاصلاح وإرسال حملة عسكرية الى ساحة القتال، ورأى السلطان دعم هذه التوجهات بعقد معاهدة صداقة مع السويد تلتزم فيها الدولة العثمانية بدفع مبالغ نقدية سنوية محددة لمدة عشر سنوات مقابل أن تقاوم السويد روسيا من الناحية الشمالية، واتفقتا أيضاً على مواصلة الحرب معاً ضد روسيا وأن لايقوم أي منهما بعقد معاهدة سلام مع دولة اخرى دون علم الثانية [1].
ثالثاً: موقف الدول الأوروبية من هذه المعاهدات:
كانت مواقف الدول الأوروبية من هذه المعاهدات متباينة فبروسيا رحبت بهذه المعاهدة وذلك لأنها كانت دائماً تحث السلطان سليم الثالث على مواصلة الحرب خوفاً من أن تكون هي الأخرى من فرائس روسيا، وفرنسا لم تؤيد عقد المعاهدة على هذا الوضع لاتخدم السياسة الفرنسية وأهدافها.
أما بريطانيا فيه كما يقول الشاعر:
يعيطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب (2)
فهي وإن رضيت بالمعاهدة، ورغبت في بقاء الدولة العثمانية قوية، إلا أنها لاتفضل الوقوف جنباً الى جنب مع الدولة العثمانية ضد روسيا أو النمسا، ولاتفضل تقديم أي نوع من الدعم.
هذه المواقف الأوروبية يجب أن لاتستغربها، فهي طبيعية، لأن علاقاتهم مع الدولة العثمانية علاقات مصالح ومطامع فقط، وإذا سعت بعض الدول الأوروبية الى بقاء الدولة العثمانية قوية الجانب، فذلك ليس حباً فيها ولكنه هدف لخدمة أغراض سياسية تتعلق بتوازن القوى في القارة الأوروبية وتتعلق بالرغبة في الحفاظ على مصالحهم الإقتصادية سواء في داخل الدولة العثمانية أو خارجها.
على الرغم من تأثير هذه المواقف الأوروبية على الاتجاه العام لسياسة الدولة العثمانية وتقدمها في المناطق الأوروبية، لم ييأس السلطان العثماني وكان يحدوه الأمل بنجاح المهمة في حال توجيه الجيش، فأصدر أمره بتحريك القوات العثمانية عبر البغدان والافلاق حتى

[1] انظر: موقف اوروبا من الدولة العثمانية، ص71.
(2) انظر: تاريخ دولت عثمانية، عبد الرحمن شرف، ص210،211.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست