نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 425
المسلمين، وسلطان الدولة العثمانية، وبين تجمعات الطرق الصوفية وشيوخها في تركستان، وفي جنوب أفريقيا، وفي الصين. بعضها كشف عنها النقاب، وأكثرها لم تكشف عنه الوثائق بشكل كافٍ بعد [1].
لقد نجح السلطان عبد الحميد الثاني في جمع الطرق الصوفية إلا أنه فضل السكوت عن كثير من انحرافاتها العقدية بحيث أن الطرق الصوفية في تلك المرحلة أنحرفت عن كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مارحم الله ولذلك أضعفت الأمة وساهمت في سقوط الخلافة الاسلامية العثمانية السنية سنبين ذلك بإذن الله تعالى في أسباب السقوط. ثالثاً: تعريب الدولة:
كان السلطان عبد الحميد يرى -منذ أن تولى الحكم- ضرورة اتخاذ اللغة العربية لغة رسمية للدولة العثمانية. وفي هذا يقول: (اللغة العربية لغة جميلة. ليتنا كنا اتخذناها لغة رسمية للدولة من قبل. لقد اقترحت على (خير الدين باشا
-التونسي- عندما كان صدراً أعظم أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية، لكن سعيد باشا كبير أمناء القصر أعترض على اقتراحي هذا. وقال: (إذا عرّبنا الدولة فلن يبقى -للعنصر التركي- شيء بعد ذلك.
كان (سعيد باشا) رجلاً فارغاً، وكلامه فارغاً. مادخل هذه المسألة بالعنصر التركي؟! المسألة غير هذه تماماً. هذه مسألة، وتلك مسألة أخرى إتخاذنا للغة العربية لغة رسمية للدولة من شأنه -على الاقل- أن يزيد ارتباطنا بالعرب) [2].
إن السلطان عبد الحميد الثاني كان يشكو وخصوصاً في بداية حكمه من أن الوزراء وأمناء القصر السلطاني، كانوا يختلفون عنه في التفكير، وأنهم متأثرون بالغرب وبالافكار القوميةوالغربية وكانوا يشكلون ضغط على القصر، سواء في عهد والده السلطان عبد المجيد، وفي عهد عمه السلطان عبد العزيز، أو في عهده هو. لم يقتصر الأمر في معارضة اقتراح السلطان عبد الحميد بتعريب الدولة العثمانية على الوزراء المتأثيرن بالغرب فقط: بل تعداه الى معارضة من بعض علماء الدين [3].
إن من الأخطاء التي وقعت فيها الدولة العثمانية عدم تعريب الدولة وشعبها بلغة القرآن الكريم والشرع الحكيم. [1] انظر: السلطان عبد الحميد الثاني، ص198. [2] انظر: السلطان عبد الحميد الثاني، ص199. [3] المصدر السابق نفسه، ص200.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 425