نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 469
يتم دون اصطناع بطل وإعطائه صورة عظيمة وإظهار هالة حوله وتصويره وكأن الكرامات تجري على يديه وعندها يمكن توجيه الطعنة على يديه بلا ألم عميق إذ الشعور قد تخدّر من نشوة الانتصارات الزائفة، فالخلفاء أنفسهم هم الذين اصطنعوا القلاقل وطلبوا من السلطان إخمادها واقترحوا اسم مصطفى كمال لتلك المهمة ليصبح محط آمال الناس وموضع تقدير ضباط الجيش فتتصاعد مكانته وهيبته وتتدهور سمعة الخليفة وينحط مركز الخلافة في أعين الناس، فألاعيب الانجليزية لاتدرك بسهولة [1].
لقد استطاعت المخابرات الانجليزية أن تجد ضالتها المنشودة في شخصية مصطفى كمال وكانت تلك العلاقة بين المخابرات الإنجليزية ومصطفى كمال بواسطة رجل المخابرات الانجليزي (أرمسترونج) الذي تعززت علاقته في فلسطين وسورية، عندما كان مصطفى كمال قائداً هناك في الجيش العثماني.
نجد أرمسترونج في كتابه عن مصطفى كمال يضع إصبعه بصراحة على بداية العقد النفسية عند مصطفى كمال حينما يشير إلى الزواج الثاني لوالدته من أحد الروديسيين الميسورين، وانقطاعه عن زيارتها ولجوئه إلى أصحابه من الرهبان المقدونيين، الذين تلقفوه فلقنوه مبادئ اللغة الفرنسية، مع صديقه المقدوني " فتحي ". فإلتهما كتب فولتير وروسو ومؤلفات هوبز وجون ستيورات ميل وغيرها من الكتب الممنوعة، حتى أصبح ينظم الشعر الملتهب بمشاعر القومية ويخطب في ملائه بالكلية العسكرية، فيحدثهم عن فساد السلطان، قبل أن يتجاوز العشرين من العمر، ثم انتقل إلى استانبول وانغمس في ملاهيها وحاناتها، وراح يشرب ويقامر ويغازل، قبل أن يسجن لانضمامه إلى (جمعية وطن) [2].
ويشهد ارمسترونج بعلاقة الاتحاد والترقي بالدونمة والماسونية في معرض تأريخه لحياة مصطفى كمال فيذكر كيف (دعي لحضور أحد اجتماعاتها في بيوت بعض اليهود المنتمين للجنسية الايطالية، والجمعيات الماسونية الايطالية إذ أن جنسيتهم هذه تحميهم بحكم المعاهدات والامتيازات الأجنبية وقد دأب الاتحاديون على الاحتماء بحصانة اليهود، فكانوا يجتمعون في بيوتهم آمنين من كل خطر، وكان بعضهم كفتحي المقدوني صديق كمال القديم، قد انضم إلى جماعة الماسون (البنائين الأحرار) ويروي كيف استعانوا على تأليف جمعيتهم الثورية وتنظيمها باقتباس أساليب المنظمات الماسونية، وصاروا يتلقون الإعانات [1] انظر: تاريخ الدولة العثمانية، ص277. [2] انظر: صحوة الرجل المريض، ص265،266.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 469