responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 240
ودع العباد وشأنهم وأمورهم ... بيد الإله يقلّب الأحوال (1)

3 ـ اهتمام معاوية بالعلوم التجريبية:
ورثت الدولة الأموية علوم الأعاجم من الفرس والروم بعد انهيار دولتهم، وكان لابد ـ للإفادة من ذلك التراث ـ من ترجمته ونقله إلى العربية بعد أن غدا: تراثاً تقليدياً تداولته أيدي الشارحين والمحترفين ممن أجادوا اليونانية أو السريانية [2]، وقد كان بعض هذه الترجمات حافزاً على الاهتمام بالعلوم التجريبية وربما العكس صحيحاً أحياناً .. ومعلوم أن كل ذلك يحتاج إلى جهد كبير تعجز عنه إمكانات الأفراد العاديين، ولذا فقد وقف الأمويون يشجعون على ذلك حتى تحققت أعمال جيدة على نحو ما سنرى بإذن الله ـ كانت بدياتها من عهد معاوية فقد كان سباقاً إلى رعاية العلوم وأهلها فأنشأ بيتاً للحكمة: أي مركز للبحث ومكتبة، واستمر المروانيون يعنون بهذا البيت حتى في أسفارهم وحروبهم يسألون عنه ويهتمون به [3]، ويشير بعض المؤرخين إلى دور ابن أثال النصراني طبيب معاوية في نقل بعض معارف الطب إلى العربية [4]، على أن بداية الجهود الحقيقية في الترجمة بدأت مع خالد بن يزيد أول من عني بنقل الطب والكيمياء إلى العربية، فقد أمر بإحضار جماعة من اليونانيين ممن درسوا بمدرسة الأسكندرية في مصر وتفصحوا بالعربية كذلك، فطلب منهم نقل كثير من الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى اللسان العربي، وكان هذا أول نقل في الإسلام ([5]
كما طلب منهم أن يترجموا كتب جالينوس في الطب، فوضع بذلك أساس العلوم الطبية وهو أول من أعطى الترجمة والفلاسفة وقرب أهل الحكمة ورؤساء كل صنعة، وترجمت له كتب النجوم والطب والكيمياء، والحروب والآلات والصناعات، وهو أول من جمعت له الكتب وجعلها في خزانة الإسلام، ففي دمشق إذن أنشئت أول دار للكتب في العالم الإسلامي [6]. وقد ظهرت دلائل كثيرة تدل على تزايد عدد المشتغلين في الطب في عهد معاوية بحيث أصبحت النسبة طبيب لكل 534 خمسمائة وأربع وثلاثين فرداً وهذه النسبة تمّ أخذها مما أورده ابن كثير من أن زياد بن أبيه والي البصرة حينما طعن في يده جمع مائة وخمسين طبيباً ليداووه [7]، وكان عدد سكان البصرة ثمانين ألفاً تقريباً [8].

(1) المصدر نفسه (2/ 17)، ديوان أبي الأسود الدؤلي.
[2] تاريخ سوريا، فيليب حتى، (1/ 132) الدولة الأموية شاهين صـ459.
[3] الدولة الأموية، يوسف العش صـ348.
[4] عيون الأبناء في طبقات الأطباء صـ1717 ابن أبي أصيبعة.
[5] الدولة الأموية، حمدي شاهين صـ460 ..
[6] خطط الشام (4/ 23 ـ 24)، الدولة الأموية حمدي شاهين صـ460.
[7] البداية والنهاية (11/ 261).
[8] التطور الاقتصادي في العصر الأموي صـ255.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست