responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 323
ظهره ـ وهو يومئذ أمير لمروان ـ فيقول لثعلبة بن أبي مالك القرظي: أوسع الطريق للأمير يا ابن مالك، فيقول: يرحمك الله يكفي هذا!! فيقول أبو هريرة: أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه [1]. وكان يحب إدخال السرور إلى نفوس الأطفال، فقد يراهم يلعبون بالليل لعبة الإعراب، فلا يشعرون به حتى يلقي نفسه بينهم ويضرب برجليه كأنه مجنون فيفزع الصبيان منه ويفرون [2]، هاهنا وهاهنا يتضاحكون [3]. قال أبو رافع: وربما دعاني أبو هريرة إلى عشائه في الليل، فيقول: دع العُراق للأمير ـ يعني قطع اللحم ـ فانظروا فإذا ثريد بزيت [4].
ز ـ حياته العلمية:
صحب أبو هريرة رسول اله صلى الله عليه وسلم أربع سنوات، وسمع منه كثيراً، وشاهد دقائق السنة، ووعى تطبيق الشريعة، وكان همه طلب العلم وأمله التفقه في الدين [5]، وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة [6]، فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا تسألني من الغنائم التي يسألني أصحابك؟ قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله، فنزع نمرة كانت على ظهري، فبسطها بيني وبينه، حتى كأني انظر إلى النمل يدب عليها، فحدَّثني حتى إذا استوعبت حديثه، قال: اجمعها فصُرْها إليك. فأصبحت لا أسقط حرفاً مما حدّثني [7]، وكان يقول رضي الله عنه: إنّكم تقولون: إنَّ أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يُحدِّثون مثله وإن إخواني من المهاجرين يشغلهم الصَّفق في الأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت أمرأ مسكيناً من مساكين الصفة، ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه يوماً: إنَّه إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول. فبسطت نمرة عليَّ، حتى إذا قضي مقالته، جمعتها إلى صدري. فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك شيئاً [8]، وفي رواية: إنه حدثنا يوماً فقال: من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي، ثم قبضه إليه، لم ينس شيئاً سمع مني أبداً. ففعلت فوالذي بعثه بالحق، ما نسيت شيئاً سمعته منه [9].
وعن أبي هريرة، قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: لقد ظننت يا أبا هريرة لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أوّل منك، لما رأيت من حرصك على الحديث: إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من نفسه [10]. وكان أبو هريرة حافظاً متقناً، ضابطاً لما

[1] البداية والنهاية (11/ 386).
[2] البداية والنهاية (11/ 388).
[3] البداية والنهاية (11/ 388) في الحاشية.
[4] البداية والنهاية (11/ 388).
[5] السنة قبل التدوين صـ420.
[6] سير أعلام النبلاء (2/ 594).
[7] سير أعلام النبلاء (2/ 594) رجاله ثقات.
[8] مسلم رقم 2492.
[9] سير أعلام النبلاء (2/ 595) مسلم رقم 2294.
[10] سير أعلام النبلاء (2/ 596) إسناده صحيح.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست