responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 640
وكتب المهلب كذلك إلى الحجّاج بما يجب عليه أن يفعله في مواجهة ابن الأشعث حيث قال: فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علِ، وليس شيء يرده حتى ينتهي إلى قراره، وإن لأهل العراق شرة في أول مخرجهم، وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم، فليس شيء يردهم حتى يسقطوا إلى أهليهم، ويشموا أولادهم، ثم وافقهم عندها، فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله [1]. ولكن لم يعر ابن الأشعث نصح المهلب أدنى اهتمام، فتقدم نحو العراق، وفي وسط الطريق أقدم ابن الأشعث ومن معه على خطوة خطيرة وهي خلع الخليفة عبد الملك بن مروان والسعي إلى تنحيته [2]، كما أن الحجّاج نظر إلى نصح المهلب من منظوره المتشكك فيمن حوله فعده غشاً من المهلب، فقد قال عندما قرأ كتابه: فعل الله به وفعل، والله مالي نظر، ولكن لابن عمه نصح [3].

2 ـ معركة الزاوية [4]: قرر الحجاج مواجهة ابن الأشعث، ومن معه قبل دخولهم العراق، فأرسل الكتائب تلو الكتائب ولكن لم تستطع إيقاف زحف ابن الأشعث فهزمها، وتقدم حتى دخل البصرة بعد أن خرج منها الحجّاج فاراً بنفسه ومن معه من أهل الشام، ونزل بالزاوية، عند ذلك أيقن الحجّاج بصدق المهلب في نصحه له فقال: لله أبوه، أي صاحب حرب هو! أشار علينا بالرأي فلم نقبل [5]، وانضم إلى ابن الأشعث جموع كثيرة من أهل البصرة، والتقى ابن الأشعث بالحجّاج في الزاوية وتتالت الهزائم بجيش الحجّاج، إلا أنه سنحت فرصة لفرقة من فرق الحجّاج حيث تمكنت من إلحاق الهزيمة بإحدى فرق ابن الأشعث، فاستغل الحجّاج الفرصة وكثف الهجوم على خصمه، فاضطر ابن الأشعث إلى التراجع وسار نحو الكوفة تاركاً البصرة، فبايعه أهل الكوفة ولحق به أهل البصرة، وانضم إليه أهل المسالح والثغور [6]، وبلغ عدد من معه مائة ألف ممن يأخذ العطاء ومعهم مثلهم من مواليهم [7]، وقد دفعت الموالي أسباباً كثيرة للاشتراك في ثورة ابن الأشعث.
أـ السياسة المالية التي تبعها الحجّاج نحوهم وإجبارهم على دفع الجزية بعد إسلامهم.

[1] تاريخ الطبري (7/ 235).
[2] تاريخ الطبري (7/ 234).
[3] تاريخ الطبري (7/ 235).
[4] الزاوية: لفظ يطلق على عدة أماكن والمراد به هنا موضع قرب البصرة، معجم البلدان (3/ 128).
[5] تاريخ الطبري (7/ 237).
[6] تاريخ الإسلام للذهبي صـ9.
[7] تاريخ الطبري، نقلاً عن أثر العلماء في الحياة السياسية صـ549.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 640
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست