نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 143
- بخلاف الغالب على مشايخ الطرق - خبير بأحوال السياسة العالمية فوقر في ذهنه أن النابلطان أي الإيطاليين مغيرون لامحالة على برقة في يوم قريب فأوغل بمقامه إلى واحة الكفرة على طريق السودان ليشرف من ثم على تعليم أهل الصحراء جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً ويهيئ في جوف الصحراء ملاذاً لمن تقصيهم غارات المستعمرين على السواحل ومدن الحضارة) [1] لقد اعتبر الأوربيون الحركة السنوسية عقبة كأداء في طريق تحقيق أهدافهم الإستعمارية، ولهذا نجد الكاتب الفرنسي دوفريه في غير اعتدال يصاب بحمى الهذيات، فيقول إن السنوسية خطر عام، خطر على أوربا، وخطر على الدولة العثمانية، وخطر على شمال إفريقيا وخطر على مصر [2].
أما السياسي الفرنسي المعروف المسيو هانوتو فيقول: (لقد أسس الشيخ السنوسي في جبهة ليست بعيدة عن الأصقاع التي تلي أملاكنا في الجزائر وطرابلس وبنغازي مذهباً خطيراً له أتباع وأنصار متعددون، ومقر هذا الشيخ بلدة جغبوب الواقعة على مسيرة يومين من الواحة التي كان قائماً بها هيكل البرجيس آمون: الى أن قال: ومن مذهب الشيخ السنوسي وأتباعه التشديد في القواعد الدينية، ولقد لبثوا زمناً طويلاً لايرتبطون بعلاقة مع الدولة العثمانية غير ان هذا لم يمنع السنوسيين من مد حبل الدسائس التي أوقفت بعثاتنا عن كل عمل مفيد لفرنسا في افريقيا الجنوبية، ولم يكن الأمر قاصراً على وسط القارة الأفريقية فإنه يوجد بالاستانة نفسها والشام وبلاد اليمن وكذلك مراكش عصابات خفية ومؤامرات سرية تحيط بنا أطرافها، وتضغط علينا من قرب ويخشى أن تعرقلنا إذا ما أغمضنا الطرف عنها [3].
وقد وصف الفرنسيون اتباع الحركة السنوسية بانهم أشد صلابة من الحجر الصلد [4].
واستدل العلامة محمد رشيد رضا على صدق الحركة السنوسية بما كانت تقوم به [1] انظر: الاسلام في القرن العشرين، ص132. [2] انظر: السنوسي الكبير، ص44. [3] انظر: السنوسي الكبير، ص44. [4] انظر: السيد محمد رشيد رضا لمحمد احمد درنيقة، ص202.
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 143